معصوم مرزوق

لا للمكارثية.. لا لمحاكم التفتيش

الأحد، 14 يوليو 2013 08:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم ألم اللحظة والصورة المخضبة بالدماء، فإن الخبر الطيب هو أن غالبية الشعب المصرى قد تسيس بدرجة غير مسبوقة فى تاريخه.. الخبر المؤسف هو أن السياسة ليست أفضل ممارسات الشعوب.. خاصة فى مراحل النمو..
إن العنف هو السلاح الوحيد الذى تبقى فى حوزة بعض فرق الإسلام السياسى، وهو الذى هدد به بعض أبرز قادتهم وهم معروفون بالاسم، وأبرزهم البلتاجى وعاصم عبدالماجد وصفوت حجازى ومحمد بديع، ولابد من اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، أما ما يردده البعض الآخر عن «الشرعية» فهو ادعاء تنفيه الحقائق السياسية والقانونية التى سبق تناولها، فمن الواضح أن الرئيس السابق مرسى قد فقد شرعيته عندما انقض على الشرعية وخاصة فى إعلانه الدستورى الباطل، وما تلى ذلك من تعنت وجبروت تجاه باقى القوى السياسية حتى الحلفاء منهم مثل حزب النور، ولقد كنت من بين أولئك الذين حاولوا بإخلاص التوصل الى حلول وسط، ومن المؤسف أن كل المحاولات ذهبت أدراج الرياح نتيجة لشعور الإخوان الكاذب بأن الدنيا قد دانت لهم، وأن ما تبقى هو الإسراع فى تمكين عناصرهم للسيطرة الكاملة على البلاد والعباد.
ولن أنسى أننى فى صباح 30 يونيو الماضى، أجريت اتصالا أخيراً مع أحد القادة البارزين فى الإخوان المسلمين فى محاولة يائسة لنزع فتيل الأزمة «ولن أذكر اسمه احتراماً للخصوصية»، سألته إذا كان قد تابع شاشات التليفزيون، قلت له إن مصر كلها فى الشوارع، رجوته أن ينصح الرئيس بأنه يمكن أن يدخل التاريخ إذا خرج فى هذه الساعة وأعلن أنه نزولا على رغبة قطاع كبير من شعبه، وتنفيذاً لوعده أثناء الحملة الانتخابية بترك موقعه إذا خرج عدد كبير يطالب برحيله، فإنه يدعو الشعب إلى انتخابات رئاسية مبكرة حقناً لدماء المصريين.. وبعد مناقشات مطولة مع الرجل الكبير.. أعاد تكرار نفس الحجج التى ظلوا يكررونها على مدى شهور .. وفى النهاية قال: «انت لا تعرف المشكلة.. إننا بهذا نفقد المشروع الإسلامى».. حينها سمع كل رواد المكان الصوت المرتفع وهو يصرخ فيه: «يا أخى حرام عليك.. مشروع إيه اللى بتتكلم عليه.. أقولك نحقن الدماء تقولى المشروع الإسلامى.. يا دكتور الإسلام دخل مصر مع عمرو بن العاص مش حسن البنا».. قال فى النهاية بصوت متلجلج إنه على أى حال سيصعد إلى المقطم، وسيتصل إذا كان هناك جديد.. وللأسف لم يتصل.. ومن المحزن أن المعروض عليه وقتها كان مخرجاً كريماً لرئيسه.
لقد استند الإخوان إلى تفاهماتهم مع الإدارة الأمريكية، والوعود التى أغدقتها السفيرة الأمريكية آن باترسون، وتصريحاتها المشجعة لتصلب موقف الإخوان، وكأنها نفس السفيرة التى شجعت صدام على غزو الكويت ثم تركوه يواجه مصيره البائس، أما السفيرة الأمريكية فإن طردها سيكون درساً لها ولإدارتها.. ولن ننسى أن دم المصريين فى رقابهم، فلولا دعمهم للإخوان لكان من الممكن التوصل إلى نوع من التفاهم السياسى فى مصر، ولكنهم جعلوا الإخوان يركبون أعلى خيولهم استناداً على أنهم فوق اكتاف العم سام..
إلا أننى من ناحية أخرى، ورغم كل ما حدث لا أوافق على الدعوات التى تنادى بعزل الإخوان المسلمين أرفض المكارثية أياً كان شكلها أو مضمونها.. ألف لا لعودة محاكم التفتيش.. الخطوة القادمة ينبغى أن تركز على مصالحة وطنية شاملة لا تقصى أحدا ولا تزدرى فريقا.. لتسقط رؤوس الفتنة أياً ما كان قناعها المستعار.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة