أصبحت طموحات وآمال الشعب المصرى حبيسة الأوضاع التى تمر بها البلاد، لم يعد المواطن المصرى يفهم جليًا حقيقة ما يدور حوله، فأصبح الوضع ملتهبًا فى الشارع المصرى، الكل يتحدث فى السياسة، فى النوادى والمقاهى، بل وداخل الأسرة الواحدة، يحتدم النقاش حول مستقبل مصر السياسى، فكل فرد يدافع عن وجهة نظره، والأفكار التى رسخت فى ذهنه ووجدانه، والكل على يقين أنه يتبنى وجهة النظر السديدة.
وسط هذا التخبط، والصراع بين أبناء الوطن الواحد، ومرارة الانقسام، نطلع كل يوم على كم هائل من مشاهد الفيديو والأخبار المتناثرة عن الأطراف المتصارعة، ولم يتعلم الإعلام المصرى من الظروف السابقة، وأصبحت الحقائق تقدم من وجهة نظر واحدة، فإذا أراد الإعلام المصرى أن يقضى على كم الشائعات المنتشرة على المواقع الإلكترونية، ومشاهد الفيديو التى لانعلم مصدرها، وتعرض الأحداث فى كل بقاع مصر، فيجب على الإعلام أن يعرض الرأى والرأى الآخر، وأن يقف على مسافة واحدة من كل أطراف الصراع السياسى، فالمرحلة التى تمر بها مصر بالغة الخطورة، يحتاج المواطن إلى الوقوف على حقيقة الأمور.
إن حالة الاحتقان التى يعيشها المجتمع المصرى تحتاج إلى تضافر الجهود دون إقصاء لأحد فلم تعرف مصر من قبل طريق الفرقة والتشرذم، لن تبقى الفوضى مكانًا لأحد، فالمناصب تزول والكراسى تتبدل، وتبقى كلمة الحق التى ستنقذ الوطن من ويلات الانقسام والانتصار الزائف لفصيل على آخر.