لأول مرة فى تاريخ مصر تمتلئ كل الميادين عن آخرها بكل أطياف الشعب، تطالب برحيل رئيس الدولة، وهى أضعاف الحشود التى أطاحت فى 25 يناير بنظام مبارك، وحشود 30 يونيو انطلقت فى مسيرة ملتحمين بآلاف مؤلفة فى إصرار على خلع النظام..
الصحفيون والقضاة والمحامون فى مسيرة واحدة، المثقفون والفنانون، العمال والحرفيون، الأطباء والمهندسون رجال الشرطة الحاليون حتى وزراؤها السابقون، الكل ينطلق فى مسيرات من كل مكان تلتحم وتتلاقى فتتحول إلى ملايين لنفس المطلب. لأول مرة تمتلئ ميادين القرى والمدن والمحافظات بمئات الآلاف من المواطنين بهتاف واحد ارحل ارحل.
فماذا بقى للنظام حتى يقتنع بأن شرعيته قد سقطت؟ حتى الاتحادية لم يسبق أن اكتظت الشوارع والميادين المحيطة بقصر الاتحادية مثلما هى الآن.
فى التحرير الميدان، الذى تحول إلى ما يشبه ساحة الحرم المكى فى يوم 7 ذى الحجة وهو اليوم الذى يجتمع فيه كل ملايين الحجيج بمكة المكرمة يؤدون الصلوات الخمس مبتهلين إلى الله بقلوب مفعمة بمشاعر من المستحيل وصفها، مشاعر تجعلك فى أقصى درجات الحب الإلهى النقى المصفى كلها رجاء وأمل، استعدادا لبدء المناسك، فالشوارع المتصلة بالتحرير وكبارى قصر النيل وأكتوبر وشوارع الفلكى وطلعت حرب ورمسيس وقصر العينى، ميدان الرماية وامتداده، طريق الواحات، شوارع الهرم وفيصل الكل فى الشوارع.. المنصورة وميادينها.. المحلة الكبرى وطنطا والزقازيق وبورسعيد ومدن القناة.. كفر الشيخ ومدن سيدى سالم ودسوق ومطوبس والبرلس وغيرها حتى الدول الأجنبية والعربية كلها خرجت بها التظاهرات الثورية تخلع رئيسًا بعدما فقد شرعيته، فماذا بقى لك حتى تعاند وتكابر وتتعامل مع الواقع معاملة النعام.
مصر كلها بالشوارع والحوارى قد تحولت إلى ميادين تكتظ بالبشر.. الكل فى نداء واحد: "ارحل"، فما الذى تريده حتى تلبى نداء الشعب، لماذا تتمسك بسلطة على شعب رفضك ولفظك؟!.
محمد مرسى أنت الآن لست رئيسا بعدما أهملت الشعب وأقصيته واستبدلت جماعتك به وعشت بها ولها فقط، لماذا تصر على المكابرة إذاً. هل فقدت الإحساس بمن حولك؟.
هل تظن أن عنادك من الممكن أن يستمر بك حاكما على شعب رفضك بعدما تكبرت وتجبرت وجعلت من نفسك إلها بإعلانك الدستورى السابق بتجويعك لشعبك بتخريبك لاقتصاد وطنك، لماذا تصر على أن تحكم وأنت تقول إن الحكم عبء، فألقه عن كاهلك وأرح واسترح.
لقد أفسدت كل قطاعات الدولة، ولّيت الضعفاء والمرضى النفسيين فى مواقع إصدار القرار فانهار اقتصاد الدولة وتراجعت بمصر التى كانت بوصلة العالم إلى موقع هزيل. سعيت بكل جهدك إلى تقويض مؤسسات الدولة وتهميشها بإحلال مليشيات التنظيمات الإرهابية محلها.
حاولت تقويض الجيش المصرى بحماية الأنفاق التى تخرب فى الأمن القومى فتضخ مقاتلى حماس لتجعلهم حراسك وليتولوا تصفية معارضيك مثلما فعل أحدهم بالاعتداء على رئيس نادى قضاة مصر.. فعلت بمصر ما لم يستطع أن يفعله أعداؤها على مر السنين. أرجوك يا من كنت رئيسا لمصر أن تلبى نداء الشعب.
إن عنادك ومكابرتك وغرورك سوف تهوى بك وبتنظيمك إلى أسفل سافلين. أنت لا تزال أمامك فرصة أن ترحل وأن يكون أمامكم فرصة لأن تبقوا على الساحة السياسية ليكون لكم دور مستقبلا. أما أن أخذتكم العزة بالإثم فلسوف تنتهى أنت وتنظيمك وإلى الأبد.
أقول لك يا من كنت رئيسا لمصر اقرأ التاريخ فمن لم يقرأ التاريخ يعيش طفلا. ارحل قبل أن تسيل دماء تكون أنت السبب فيها.. ارحل واحفظ وحدة مصر ولا تخرج على أشلاء أرواح بريئة تُزهق بسببك.. أنت المسئول الأول عن كل ما يحدث أنت الذى خنت عهودك ونكثت بوعودك للشعب.. أرجو أن تتذكر بيت شعر من رائعة أبى القاسم الشابى "إرادة الحياة" (إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــى وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر).
ولقد استجاب القدر وانكسر القيد فماذا يبقيك يا مرسى؟.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
