نفس الجريمة التى ارتكبها تنظيم الإخوان بالاجتراء على مؤسسة القضاء وتحريض العامة والدهماء على إهانة القضاة ومحاصرة المحاكم، يكررها اليوم ولكن تجاه أكبر وأهم وأخلص مؤسسة مصرية، القوات المسلحة التى تثبت يوما بعد يوم أنها معقل الوطنية والدرع الواقية للشعب من مؤامرات الخارج والداخل، ومن تجار الأوطان ومرتزقة التنظيمات والجماعات الماسونية.
نفس الجريمة يعاود ارتكابها المرشد وعصابته وسادته فى التنظيم الدولى الذين لا يستحون من إعلان عمالتهم على الهواء مباشرة وعلى منصات الميادين، ضد مؤسسة الشرطة المصرية التى عادت إلى الشعب بعد طول اغتراب فى خدمة الحاكم ونظامه.
لماذا يدير التنظيم الدولى حربه على هاتين المؤسستين الآن؟ الإجابة ببساطة لأنه فشل فى تدجين الجيش المصرى العظيم لمصلحة الجماعة، وفشل فى تقسيمه وإضعافه وتأليب قادته الوطنيين المخلصين على قائده العام، لجهل رجال التنظيم بالعسكرية المصرية وطبيعتها وتاريخها المشرف، ولأنهم لم يخدموا فى جيش مصر، وأسلحته المختلفة ولم يؤدوا «الخدمة بالسلاح على الثغور فى ليالى الشتاء ليعرفوا معنى حراسة الحدود الوطنية أو شرف الجندية.
وبالمثل يأتى هجوم الإخوان الكاذبين على مؤسسة الشرطة بعد رفض رجالها الشرفاء قمع الشعب المصرى الغاضب على تسلط الجماعة ورجالها، وانحيازهم للشارع ضد جرائم المعزول وأهواء رجاله.
ليس غريبًا بعد ذلك، أن يرفع المغيبون من رجال التنظيم السلاح على رجال الجيش والشرطة، وليس غريبًا أن يحرضوا الإرهابيين ليحرقوا أطراف البلد فى سيناء والسلوم وأسوان، وأن تمتد حرائقهم إلى الإسماعيلية والسويس والمنصورة والشرقية، توهمًا منهم أنهم يستطيعون مواجهة الشعب بتنفيذ تهديدات السفيرة الأمريكية بجعل السيناريو السورى أمرا واقعا فى مصر، أو إشعال الحرب الأهلية بين المواطنين بزعم الانتصار للمعزول، أو تدويل ثورة 30 يونيو عبر تحويلها إلى صراع داخلى يستدعى التدخل من أطراف أجنبية.
كلها توهمات وأحلام من أعضاء تنظيم لا يؤمن بالوطن، ولا يعرف إلا التبعية للإملاءات الغامضة التى ترد إليه من القيادة بالخارج، القيادة وثيقة الصلة بأجهزة المخابرات العدوة والتى يعلم كل عاقل ماذا تريد لمصر ومن مصر، لكن المحروسة بعناية الله ويقظة جيشها وإخلاص رجال الشرطة لهم بالمرصاد بإذن الله.