المصريون فى هذه الأيام يسيرون حفاة على الجمر، مفضلين أن تحترق أقدامهم فى سبيل أن تبقى أمانيهم وأمالهم فى استعادة وطنهم المختطف على يد جماعة إرهابية، ولذلك فإنهم سيحتشدون فى الميادين غدا رفضا لإرهاب جماعة الإخوان المسلمين، والإسلام منهم براء، وأيضاً لكشف حقيقة المدعين الذين تشدقوا بالحرية والديمقراطية، وسيطروا على المسرح السياسى طوال عقود طويلة.
وبمجرد أن أطلق الفريق أول عبد الفتاح السيسى نداءه للشعب المصرى بالنزول للميادين لتفويض الجيش لمواجهة الإرهاب الحالى والمحتمل، حتى خرج علينا فطاحل السياسة المذبذبة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الإخوانى العتيد المتخفى بقناع وهمى، وأيمن نور ذو التوجهات وصاحب المقام الرفيع فى تغيير أيديولوجياته، مثلما يغير ملابسه الداخلية، وحركة 6 إبريل الكارهة للجيش المصرى والفنان عمرو واكد، ليعلنوا جميعهم رفض الدعوة.
هؤلاء جميعهم، يلفهم دائما صمت القبور على جرائم الإخوان، فى الوقت الذى يملأون فيه الدنيا ضجيجا وصراخا عندما يدافع الجيش عن منشآته، ويسقط من أبنائه ضحايا، وكأنهم ليسوا مصريين، فأيمن نور خرج علينا أمس الأربعاء، وطالب الفريق عبد الفتاح السيسى بسحب دعوته للحشد أو تقديم استقالته، مع العلم أن أيمن نور كان قد أعلن اعتكافه منذ رحيل صديقه محمد مرسى.
أنا لا أتعجب من موقف أيمن نور لأن الرجل يحظى بقبول ويتمتع بدلال الولايات المتحدة الأمريكية، وتربطه بإدارتها وساستها علاقات وطيدة، ومن ثم فإنه يبنى مواقفه وسياسته حسب بوصلة واشنطن، لذلك اتخذ قرار تأييد الإخوان ورئيسهم المعزول، بما يتسق مع سياسة أمريكا، فيكفى أن تعرف عزيزى القارئ أن الإدارة الأمريكية لم تذكر أشخاصا مصريين بالاسم سوى أيمن نور، ومحمد مرسى لدعمهما والوقوف خلفهما.
ولا يختلف موقف أيمن نور عن أعضاء حركة 6 إبريل، إلا أن الحركة، تحمل من الكراهية والحقد للجيش المصرى، بما يملأ قلوب البشر على كوكب الأرض ويفيض، وأول من دشنوا مصطلح (عسكر) ونادوا بإسقاط الجيش، ووضعوا أيديهم فى أيدى الإخوان وناصروهم ضد كل المؤسسات الوطنية، بل أن 6 إبريل تحاول أن تلعب دورا بعد تراجع شعبيتها، واحتلال أعضاء تمرد لقلوب المصريين فى جميع المحافظات، عن طريق العودة للهجوم على الجيش بشكل مستتر، واسألوا أبرز قادتهم محمد عادل وأسماء محفوظ.
أما الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، فهو رجل مكتب الإرشاد المتخفى والمستتر، ويتبع نهج السياسة الناعمة للدفاع عن جماعته، ولعب دورا بارزا فى تشويه المؤسسة العسكرية إبان تولى المجلس العسكرى السابق، مرتديا قناعا وهميا، للظهور أمام المصريين بشكل مختلف عن عقيدته الإخوانية الكارهة للجيش المصرى، ولم ينس ما فعله الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وسيناريو 1954، مع جماعته، ومهما حاول أن يخفى هذه الكراهية، إلا أنها تظهر فى أوقات الحسم.
الفنان عمرو واكد فحكايته حكاية، فنان لم يقرأ كتابا واحدا فى حياته، ولم يقدم عملا فنيا نعتبره علامة مميزة فى السينما المصرية، فجأة وجد نشطاء على تويتر يشتمون المجلس العسكرى السابق، فقرر أن يركب الموجة وشتم مثلهم فأصبح مناضلا وثائرا، ومن يومها أيقن الرجل أن البوابة السحرية والذهبية للشهرة والنجومية على تويتر تتحقق فقط من شتيمة الجيش، (م الآخر الراجل حافظ مش فاهم).
لهؤلاء أقول، إياكم ومكر التاريخ، فلن يسامحكم أو ينسى مواقفكم، فى مناصرة جماعة ضد شعب وجيشه ووطن، وأقول للمصريين إن جيشكم مصنع إنتاج الرجولة والشجاعة، ومدرسة الوطنية والتضحية، لذلك فإن غدا الجمعة لا يوجد حياد أو فرجة، وإنما مواقف محددة مع أو ضد، مع الجيش والحفاظ على مقدرات الوطن انزل وأعلن ذلك، أو مع جماعة إرهابية وتكفيرية تخطط لحرق مصر، وتستعين بالخارج للتدخل فى شأن البلاد الداخلية، احتشدوا يا مصريين غدا، تصحوا الدهر كله.