تأتى مبادرة البشرى، والشافعى، والعوا، وهويدى، وسيف عبدالفتاح فى وقت متأخر للغاية، وفى الوقت الضائع، وربما بعد انتهاء المباراة، وبعد أن جرف السيل والإعصار الشعبى أمس وفى 30 يونيو أمامه كل صور الفتنة والانقسام والطغيان والفاشية إلى غير رجعة.. الذين وقعوا على مبادرات اللحظة الأخيرة أشبه بعواجيز الفرح، الذين لا هم لهم سوى إفساد فرحة العروسين فى ليلة من أهم الليالى، هؤلاء يريدون بمبادراتهم الفاسدة إفساد فرحة الشعب بثورته الإنسانية الكبرى، وإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، بهدف إنقاذ جماعة الإخوان التى ينتمون إليها قلبا وقالبا بعد سقوط الأقنعة عن وجوههم، ومحاولة إيجاد مخرج آمن لهم، وإنقاذها وهى تترنح وتلفظ أنفاسها الأخيرة، وتسقط عنها ورقة التوت الأخيرة لتفضح عوراتها وسيئاتها ووجهها الإرهابى القبيح، بعد أن انفض عنها أنصارها، وتراجعت شعبيتها الوهمية فى الشارع المصرى بعد أن خدعته سنين عددا طوال ثمانين عاما، وظلت تلاحق ضمائر المصريين بعقدة الجماعة الوطنية المضطهدة، والملاحقة والمطاردة من أنظمة الحكم فى مصر، حتى جاءت إلى الحكم، وانكشفت كل سواءتها بعد أقل من عام واحد، كاد الوطن فيه أن يضيع ويتشرذم، ويُقسم إلى دويلات تحكمها جماعات العنف والإرهاب. لم نسمع صوتا واحدا لواحد من «عواجيز الإخوان» عندما كاد الوطن يمضى فى طريق الهاوية، وعلى شفا الفتنة الطائفية والحرب الأهلية والانقسام على يد الرئيس المعزول محمد مرسى، لم نسمع منهم نقدا لسياساته الكارثية، أو نصيحة له بالتراجع عن أخطائه، بل خطاياه.
لماذا تطل علينا تلك الوجوه الآن بعد أن حاولت أن تبث سمومها وفتاواها المريبة لإجهاض ثورة 30 يونيو التى اعتبروها «انقلابا على الشرعية»، وكبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.. فقد أعمى الله أبصارهم عن ملايين المصريين التى تدفقت إلى شوارع مصر لسحب الشرعية من مرسى. لا ندرى عن أى مسار ديمقراطى تتحدث مبادرتهم.. هل لإعادة مرسى المتهم بالتخابر، واقتحام السجون إلى الحكم مرة أخرى، وإعادة العمل بالدستور الطائفى المشبوه؟.. هى مبادرة تخويف الشعب من الاقتتال الأهلى وإراقة الدماء، لإجهاض دعوة الفريق السيسى للشعب المصرى بالخروج للدفاع عن الوطن ضد الإرهاب والإجرام الإخوانى.. وأقول لعواجيز وفلول الإخوان: احتفظوا بمبادرتكم لأنفسكم فقد سبق السيف العذل، وقال الشعب كلمته الفاصلة، ولن تنجحوا فى إنقاذ الجماعة الإرهابية أو تجدوا مخرجا سياسيا آمنا لها.