قد يكون من باب المصادفة، أن تشترك ثلاثة أحداث هامة فى تاريخ مصر الحديث فى يوم حدوثها وهو 26 يوليو، إلا أنه لا يمكن القول أن نتائج تلك الأحداث كانت أيضا من قبيل الصدفة.
ففى مثل هذا اليوم قبل ما يزيد على 6 عقود من الزمان، وفى أعقاب ثورة يوليو 1952، أعلن الملك فاروق تنازله عن حكم مصر والسودان، حينما اتجهت الأوضاع السياسية فى الاقليم (مصر والسودان) آنذاك، لتقول بأنه غير مرغوب فيه، فلم يعاند، ولم يكابر، ولم يرفع شعار الشرعية الملكية، ولم يستدع أنصاره فى الداخل والخارج لسفك دماء المصريين، ولكنه آثر الخروج، وتنازل عن العرش لولى عهده أحمد فؤاد حقنا للدماء، فكان فى وداعه 21 طلقة مدفعية تحية له على تقديره للموقف.
وفى مثل هذا اليوم أيضا وبعد الحدث الأول بنحو 4 سنوات أى فى عام 1956، كان قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس العالمية، وتحويلها إلى شركة مصرية، وهو القرار الجرئ الذى اتخذه ناصر ردا على موقف العالم من تمويل مشروع السد العالى، متحديا أعتى القوى وهى أمريكا، التى لم يطلب منها التدخل أو يستنجد بها.
وبعد ذلك كله بنحو 5 عقود من الزمان، وفى يوم الجمعة 26 يوليو 2013، كانت دعوة الجيش المصرى للشعب بالإتحاد فى مواجهة الإرهاب، الذى أطل برأسه على بلادى مصر، والذى أراد أن ينخر فى عظامها، خدمة لأهداف تنظيم دولى لايعترف بمصر، قدر اعترافه بذاته وأهدافه، وآليات تحقيقها حتى لو كانت بدماء المصريين.
الأحداث الثلاثة السابقة كان العامل المشترك فيها أن الجيش المصرى هو الحامى لها، والدعامة الأساسية لنجاحها، واشتركت أيضا فى النتائج لتضيف تلك الأحداث إلى تاريخ مصر نقاطا مضيئة، تحمل كل نقطة فيه رسائل عدة، إلى عدو الداخل والخارج، أن مصر سوف تظل عظيمة بجيشها الوطنى، وشعبها الأبى أبد الدهر.
وكان من العوامل المشتركة لنجاحها أيضا، أنها حظيت بالمساندة الشعبية، التى مثلت المنطلق الشرعى والقانونى لتحرك الجيش لتحقيق تلك الأهداف، ومواجهة الإرهاب الدولى الذى تسانده قوى داخلية، كانت طامحة إلى السلطة، ومازالت طامعة فيها، حتى بعد أن انكشف فشلها، وزيف ادعاءاتها الدينية.
الحشود التى خرجت أمس الجمعة، ومن قبلها فى يوم الثلاثين من يونيو فى ميادين القاهرة وكل ميادين المحافظات، تؤكد أن مصر لن تكون أسيره جماعة، وأن إرادة الشعب المصرى فوق كل إرادة، وقد خرجت لتقول للعالم أجمع، أن جيش مصر هو من شعب مصر ولها، وأن يد الإرهاب المدعومة من الداخل لن تطال مصر وأبنائها.
ومن اسف أن من رعاه الإرهاب من يخرج وهو يهزى ويقول بأن مافعله الشعب وسانده فيه الجيش، أعظم حرمة عند الله من هدم العكبة، ونسى أو تناسى أنه فى النزع الأخير، وأن رسالته كانت رسالة بلهاء، لا يعون ما يقولون، ولا يعرفون ما هى مصر، وأنها اكبر وأعظم من أى تنظيم أو جماعة.
* مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة