انتهى الدرس يا مرسى

كنت قد ذكرت من قبل أن السلطة فى مصر تجتهد من أجل أن تستعرض عضلاتها، ولم تجتهد من أجل وضع حلول سياسية حقيقية للخروج من الأزمات ليتركوها تتفاقم حتى تصل إلى شدتها مع مزيد من الكبر والعناد، ليحفر النظام قبره بيده ويهوى إلى السقوط فمن يعاند شعب وثورته يخسر بالتأكيد.

بالرغم من حسم الجماهير العريضة، التى زينت شوارع وميادين مصر منذ الثلاثين من يونيو، أمرها فى مطلبها الواضح والصريح، وهو رحيل نظام الإخوان وسقوطه، وإنه لا بديل عن هذا المطلب ولا مجال للمراوغات أو الالتفاف على ذلك إلا أنه لم ينتظر الجميع أن يخرج محمد مرسى بالأمس فى خطاب هزلى يزيد من الاحتقان بهذا الشكل ويدفع البلاد إلا مزيد من العنف والدماء.

خطاب قابله المصريون المرابطون فى الشوارع والميادين بإصرار كبير على رحيل من يربط بقائه بحياته ودمه، ومن يتحدث ويذكر كلمة الشرعية أكثر من خمسين مرة متجاهلا شرعية الجماهير المجتمعة فى كل محافظات وميادين الجمهورية.

مرسى وجماعة الإخوان قد كتبوا نهايتهم بأيديهم، وقد بات سقوطهم أمرا مؤكدا لا يتوقف سوى على بضع ساعات يرتب فيها الجميع أموره، ولكنها ستكون ساعات دموية للأسف يدفع فيها مرسى ومكتب إرشاده شباب الجماعة فى مواجهة الموت، لكى يتمكنوا من ترتيب أوراقهم.

جرائم حقيقية يرتكبها نظام الإخوان وقيادتهم لن يغفرها لهم أحد فلن يغفر لهم المصريين عدم الحفاظ على الدماء ولن يغفر لهم التاريخ محاولاتهم جر البلاد للعنف بهذا الشكل غير المسبوق.

وقفتم ضد إرادة الشعب وتجاهلتم مطالبه المشروعة، بل تجاهلتم تحركاته وحملتم مزيد من المتناقضات، بالأمس تفاخرتم فى بيان رسمى بمكالمة أوباما التى يدعمكم فيها، واليوم تتحدثو عن استقلال وطنى مزعوم لم تسعوا إليه بل زدتم خشوعاً وخضوعاً لإرادة الغرب.

الدرس انتهى، انكشفتم للجميع وأصبحتم فى جهة وكل الشعب فى جهة أخرى، أصبحتم جزءا من ماضٍ أليم، سالت فيه الدماء وتاجرتم فيها.. ارحلوا ولا تدفعوا البلاد لمزيد من العنف، ارحلوا وأوقفوا نزيف الدماء التى تسيل فكل الدم حرام، ارحلوا ولا تدفعوا بالبلاد لمزيد من العنف.

إلى الشعب المصرى العظيم.. كنت وستظل أنت قائداً ومعلماً كنت وستظل صاحب الكلمة الأولى والأخيرة.. لم ينجح ولم يفلح أحد يراهن على غيرك، واعلموا أن إرادتكم فقط هى التى تصنع التغير، تعلمنا جميعاً من أخطأ الماضى وأهمها على الإطلاق أننا لن نترك الميادين كما فعلنا فى ١١ فبراير بل سنظل فى احتشاد مستمر إلا أن يرحل مرسى ونظامه ويتم وضع خطة طريق متفق عليها تؤسس لمرحلة انتقالية تعبر عن متطلبات الثورة وأهدافها.