فتشتُ كثيرًا عن سلوك النبى صلى الله عليه وسلم، مع الأطفال، وعن وصاياه عنهم؛ لكى أجد مبررًا واحدًا لهذه الصور التى رأيناها للأطفال من أبناء مؤيدى المعزول محمد مرسى فى رابعة العدوية، وهم يلبسونهم الأكفان!! فلم أجد سوى تدليله لهم، وحقوقهم على الآباء، حاولت أن أجد مبررًا واحدًا من الإسلام لكى يكون على الأقل بمثابة رادعٍ لمثل هذه التصرفات من الدين الذى يتحدثون به ويبرر تصرفاتهم من وجهة نظرهم، ويريدون فرضها علينا، فلم أجد، فلو اعتمدنا على المعاهدات الدولية لحماية حقوق الطفل لقالوا: ما لنا وللعلمانية أوالليبرالية ولدخلنا فى حوارات سفسطائية طويلة، ودستورهم المسلوق ليس ببعيد عنَّا.
فتشتُ فى حروب وغزوات الرسول وأصحابه، عن استغلال براءة الأطفال بهذه الصورة الفجة، من أجل نصرة الإسلام، فلم أجد، ومن أجل الوصول للكرسى، فوجدت أصحاب "مرسى" وأتباعه يلبسون الدين ما لم ينزل به جبريل على رسول الله، ولكنه نزل عليهم فى رابعة العدوية كما يؤكدون!!.
ولا يخفى علينا أن من أدبيات وفكر الجماعات الإسلامية أن الغاية تبرر الوسيلة، وأن الضرورات تبيح المحظورات، كاستغلالهم المرأة فى مسيراتهم، تحقيقًا لأهدافهم، أما إذا شاركت فى مسيرات ضدهم، كما حدث من قبل، فلتتحمل ما تتعرض له من تحرش واعتداءات، المهم أن الغاية وصلت بهم إلى استغلال أطفالهم الذين لم يبلغوا الحُلم، ولا يعى أحدهم شيئًا، سوى أنه سيكبر وينظر للمجتمع على أنه ضده، ببساطة شديدة العالم كله يرى كيف يصنع الإخوان قنابلهم الموقوتة، الإرهاب يصنع بأيدى مصرية، ولا أحد يفتح فمه!!
أتذكر ما قاله "السيسى" فى خطاب تفويضه لمواجهة "الإرهاب" وزيادة فى المعنى والدقة قال "الإرهاب المحتمل"، انشغلنا فى مهاترات وأحاديث عن دور الجيش والشرطة فى مواجهة الإرهاب والتطرف والذى لا يحتاج إلى تفويض، فهذا هوالواجب المنوط بهم، واقتصر نظرنا على أن الإرهاب المحتمل هو أحداث الشغب القادمة من رابعة العدوية أوالنهضة أو فى سيناء أو فى مناطق مختلفة فى أنحاء الجمهورية، ولكن هل أمعن أحدنا النظر فى صور استغلال المرأة والطفل، والطفل بالذات؟!
أتصور أن اجتماع التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين، اتفق وأقر بالإجماع على تكرار المشهد السورى داخل مصر، وليظهر للعالم أن قوات الأمن المصرى إذا ما حاولت فض الاعتصام بأى بطريقة، ووقعت إصابات وأريقت الدماء، فلا بد من استغلال دماء الأطفال، حتى ولو أريقت بدماء باردة صديقة.
الموقف الذى لا أجد له تفسيرًا، هو أين صوت السياسيين والمثقفين المصريين ومنظمات حقوق الأطفال داخليًا وخارجيًا، فأين على سبيل المثال صوت دورة الأمم المتحدة الاستثنائية المعنية بالطفل، والمفوضية السامية التابعة للأمم المتحدة أيضًا، ومنظمة العفو الدولية، والحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، ومنظمة رصد حقوق الإنسان، والمعهد الدولى لحقوق الطفل، أم أن الأمم المتحدة أو أوباما لا يرى ولا يسمع إلا صوت "مرسى" وأصحابه؟ ورسالتى الأخيرة: قبل أن تعدلوا الدستور المسلوق، طبقوا صحيح الدستور أولاً قبل أن تضعوا نصوصًا مهدرة واقعيًا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة