لم نعد إلى نقطة الصفر، بل هى نقطة البداية، بعد موجة الثورة الثانية، التى أطاحت بالكثير من المخاوف، وأعادت للشارع توهجه وقوته، ومثلما كانت موجات الثورة فى يناير أطاحت بأوهام الغرور والقوة، فقد عادت موجات 30 يونيو لتطيح بالمزيد من الأوهام والغرور والأكاذيب، نفس المظاهرات السلمية، ونفس المشهد، ونفس الأكاذيب.
وهو درس يفترض أن يتعلمه كل من سوف يأتى للحكم، أن السلطة تغيرت وشكلها ومضمونها تغيرا.
لقد غيرت ثورة الشعب المصرى الكثير من القواعد الراسخة، فقد كان هناك مايشبه النظريات، أن الثورات تقوم فى الشتاء، وأن الصيف عدو الثورات. لكن الشعب المصرى غير هذه المعادلة، وكان هناك افتراض بأنه من الصعب أن تتكرر الثورة مرتين خلال فترة، لكن الموجة الثانية كانت أقوى وأشد، أما النظرية الثالثة، فهى أن الثورات لا تقوم بمواعيد، لكن موجتى الثورة كانتا بمواعيد معروفة سلفاً.
كانت مطالب الشعب واضحة، وغضبه من الفشل والظلم والاحتكار واضحة، لكن لم يستجب الكرسى، وتعامت السلطة فحق عليها السقوط، حدث مع مبارك، أن تم تحديد المواعيد باليوم والساعة والخطة، وتكرر مع مرسى باليوم والساعة والخطة.
لكن الموجة الثانية كانت أشد وأقوى، لأنها كنست الكثير من الأكاذيب والمتسلقين، ولاعبى الثلاث ورقات والمنافقين، وكشفت أيضاً لكل فريق عن أخطائه. فإذا كان المتسلطون لم يتعلموا الدرس، ربما على الناس أن يتعلموا، وألا يتفرغوا لانتقام أو التصارع على غنائم، وأن يكون السعى لإعادة بناء المجتمع القوى من خلال خارطة طريق واضحة، ليس فقط على مستوى السياسى، وإنما على المستوى الاجتماعى.
وربما بل كل هذا السعى لمصالحة وطنية حقيقية، تضمن عدم استبعاد أى فريق أو اتجاه، ولا احتكار أى شخص أو تيار للسلطة، مع إعادة بناء جهاز الأمن على عقيدة بدأت بالفعل، أنه جهاز من الشعب لتأمين الشعب، بعيداً عن أى نظام أو اتجاه. ونفس الأمر لباقى أجهزة الدولة التى يجب ضمان عدم تلونها مع كل لون سياسى. وأن تكون أجهزة الدولة محترفة يتولاها الأكثر خبرة، وليس الأكثر قرباً من الحاكم. هناك حاجة لدستور لكل الشعب، يضمن العدل والمساواة وتكافؤ الفرص ويمنع الفساد والظلم، ويفصل بين السلطات، ويمنع الاحتكار، وأن يعلم الكل أن فريقاً واحداً أو شخصاً واحداً لايمكنه الاستفراد بالسلطة، وقبل هذا الإسراع بتحقيق المطالب العاجلة للشعب المصرى، الحد الأدنى للأجور، الذى يضمن حياة معقولة لملايين المصريين، ساعتها يمكن الحديث عن مواجهة الفساد الذى يولده الظلم. أيضاً هناك حاجة لبناء نظام صحى للعلاج يحمى المصريين من ذلك المرض وتسول العلاج، يضاف إليها إجراءات عاجلة لمكافحة الفقر من خلال ضمانات حقيقية. وخطط لإعادة تأهيل الشباب ببرامج تدريب تضمن له وظائف حقيقية وليست شكلية. وبهذه المناسبة فإن الحديث عن تمكين الشباب، لايتم بمجرد الكلام، لكن من خلال تدريب وبعثات للمتفوقين والنابهين، على الإدارة والسياسة، حتى يمكن خلق جيل جديد يمكنهم إدارة شؤون البلاد. هنا يمكن الحديث عن تمكين الشعب. وبهذا نضمن عدم تكرار الأكاذيب.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عدلى عبد الباقى السيد
فضح الاكاذيب والكفر بالديموقراطيه
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
نريدها دوله مدنيه ديمقراطيه عصريه تنعم بالاستقرار والحريه والكرامه والعداله
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد متولـى
☜ أخطـأ الإخــوان ☞
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
سوء تقديرك للأمور وصلك لهذة النتيجة