عادل السنهورى

إعصار 30 يونيو وسقوط الأوهام

السبت، 06 يوليو 2013 09:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من حق الشعب المصرى العظيم أن يفرح ويفتخر ويعتز بثورته التصحيحية فى 30 يونيو، من حق هذا المارد الذى أذهل العالم وحقق المعجزة البشرية أن يواصل أفراحه دون أن تهزه صيحات اليأس والانتحار التى يطلقها فلول تجار الدين هنا أو هناك، فالنصر فى النهاية لإرادة الشعب وللشرعية التى سطرها يوم 30 يونيو وفرضها على الجميع فى الداخل والخارج.
على الشعب أن يفرح فقد حقق الشىء الكثير والكثير جداً الذى سيتوقف أمامه التاريخ طويلاً، فكما قلب نظريات استراتيجية وعسكرية فى حرب أكتوبر المجيدة بإرادته وعزيمته وإيمانه بقيمة هذا الوطن والتضحية من أجله، فقد فعل الشىء ذاته وربما يفوقه بخروجه المذهل فى يونيو ضد الرئيس المنزوع محمد مرسى، فسوف يسجل التاريخ أن اندفاع هذا الشعب كالإعصار فى هذا اليوم أزاح من أمامه كل حسابات السياسية والاستراتيجية التى دائماً لا تنظر إلى الشعب فى معادلاتها الجامدة والصلبة. ورغم لحظات الضعف التى تمر بها مصر الآن فإن هذا الشعب بثورته التصحيحية لمسار 25 يناير أسقط المشروع الإخوانى ليس فى المنطقة فقط بل فى العالم أجمع من أوروبا وأنقرة وحتى كراتشى، والأيام والشهور القليلة القادمة ومع استقرار الأوضاع فى مصر وترسيخ قواعد الدولة الجديدة سوف تشهد تداعى باقى أطراف المشروع فى المنطقة العربية. فالرهان الأمريكى على الجماعة وتابعيها فى وراثة مقاليد الحكم فى المنطقة العربية سقط وخسر، وأظن أن حساب الإدارة الأمريكية العسير قد حان الآن، وبدأ الكونجرس فى فتح ملفات الدعم والتمويل للجماعة من أوباما والخارجية الأمريكية.
الشعب المصرى أيضاً أسقط أخطر حلف دينى دخلت فيه مصر بغباء سياسى منقطع النظير تنفيذا لمخطط الفتنة والتقسيم فى العالم العربى والإسلامى وهو الحلف السنى فى مواجهة الشيعة، عندما قرر «المنزوع» قطع العلاقات مع سوريا واعتبارها معركة سنة وشيعة.
30 يونيو أيضاً أسقطت أوهام القيادة والسيطرة فى المنطقة من جانب أنقرة وتل أبيب وأعادت مصر ولو معنوياً الآن إلى دورها القيادى فى الوطن العربى. الشعب أعاد التاريخ مرة أخرى فى مساره الصحيح منذ آلاف السنين بحكم الموقع والمسؤولية الوطنى والقومية.
ونقول للمارقين والغاضبين والمتعصبين الذين يطلقون بالونات الرعب والعنف الفارغة الآن، اهدأوا ولا ترفضوا الأيدى الممدودة بالمصالحة «والعفو عما سلف» والتى لن تستمر طويلاً.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة