اقرأ مقالات الإعلامى أحمد منصور فى الزميلة «الشروق»، لو أردت أن تعرف فساد وجهة النظر الإخوانية، والمغالطات التى تطفح منها، تبدأ المقالات وتنتهى عند موقف واحد، تبدأ باتهام كل معارضى الإخوان وتنتهى عند أن جماعته التى ينتمى إليها لا يأتيها الباطل من بعيد أو قريب، وتلك واحدة من الأسباب الحقيقية التى أدت لثورة الشعب المصرى على حكمهم.
فى عملية الشحن المضاد للثورة، كان «منصور»، يخرج كل يوم بتوليفة تستهدف التشويه مقدما لأى فعل شعبى يعارض الجماعة وحكم الأهل والعشيرة، يمكنك أن تراجع مجمل مقالاته حتى تتأكد من ذلك، وتصل إلى أنه ينتمى إلى جماعة خاصمت الواقع، جماعة تتحدث عن نفسها ولا تتحدث عن الشعب المصرى، وتتحدث إلى نفسها ولا تتحدث عن الشعب المصرى.
قبل ثورة 30 يونيو، وبالتحديد يوم 24، كتب منصور مقالا بعنوان: «مكاسب إسرائيل من وراء ما يجرى فى مصر»، يتحدث فيه عن حالة الرضا والاستقرار تجاه الأوضاع فى مصر منذ ثورة 25 يناير، نتيجة الصراع السياسى الموجود، وجاء منصور بأسانيد كى يثبت من خلالها حالة الرضا الإسرائيلى، أغربها قوله بأن إسرائيل لن تنسى أبدا دور الإخوان فى حرب 1948، وأنهم كانوا العدو الحقيقى للعصابات الإسرائيلية، وأن الخسائر الحقيقية للإسرائيليين كانت على أيدى الإخوان، وأن إسرائيل لن تنسى أن العدو الرئيسى الذى يواجههم فى فلسطين هو حركة حماس التى هى امتداد فكرى وسياسى وتنظيمى للإخوان فى مصر، وبعد أن يشير إلى أصابع إسرائيل فى مياه النيل، وأشياء أخرى ينتهى إلى القول بأن ما تقوم به المعارضة منذ أغسطس الماضى يصب فى مصلحة إسرائيل.
فى المقال مغالطات تاريخية حول دور جماعة الإخوان فى حرب 1948، وهناك العديد من المؤلفات التى تفند هذه القضية، وتؤكد أن هذه المسألة قد تم نصب هالة كبيرة عليها من جماعة الإخوان فى مقابل سحب أى رصيد من الآخرين، وبناء على ذلك، لا نعرف من أين جاء أحمد منصور بقصة أن إسرائيل لا تنسى لجماعة الإخوان ذلك، وأنها هى العدو الحقيقى لإسرائيل.
أما قصة حماس التى هى امتداد لجماعة الإخوان، فحدث ولا حرج عما فعلته بالقضية الفلسطينية، والتى تفتت الوحدة الفلسطينية على يديها، وانصرفت الجماهير العربية عنها بعد أن ودعت المقاومة، وارتضت بقطع شطر من الأراضى الفلسطينية ممثلة فى قطاع غزة لتحكمه، فهل هذا هو المصير الذى كنا نتوقعه؟ وهل بعد ذلك نصدق ما قاله «منصور» بأن كيان إسرائيل مهدد بفضل «حماس» ومساندة الإخوان فى مصر لها؟ أغفل منصور دور حكم مرسى فى إحكام العلاقة بين إسرائيل وحماس بالدرجة التى رأيناها بعد فوز مرسى، ولهذا كان الرضا الأمريكى عليه كبيرا وعظيما.
وبقدر ما يريد «منصور» أن ننزع عقولنا حتى نصدق تنظيره حول الإخوان وإسرائيل فى سياق الماضى والحاضر، يذهب إلى اتهام المعارضة مباشرة بأن ما تفعله هو لصالح إسرائيل، وفى نفس الوقت لا يأتى بأى تحميل مسؤولية لنظام مرسى، لا يتحدث عما فعله وأدى إلى هذا الانقسام الغريب الذى حدث للمصريين، والذى تستفيد منه إسرائيل، الرئيس الذى يعى حتما ضرورات الحفاظ على الأمن القومى لا يفعل ما فعله مرسى.