قبل الإعلان عن إنشاء «صندوق مصر» الذى لاقى تجاوبا ودعما كبيرا من قوى سياسية ورجال أعمال تلقيت اتصالا هاتفيا من رجل الأعمال الشاب عمر جعفر، كان شعلة نشاط فى حدث 30 يونيو العظيم، ولا يحب الظهور الإعلامى، حدثنى عن أن دوره الحقيقى كرجل أعمال بدأ فى معركة البناء التى تحتاجها مصر بعد نجاح الثورة، وتحدث عن أفكار كثيرة فى جلب الاستثمارات الأجنبية لمصر، وأنه قطع شوطا فيها، وطالبنى بتوجيه نداء إلى تكاتف الجميع، خاصة من رجال الأعمال فى هذه المعركة.
بعد يوم واحد من هذا الاتصال جاءت فكرة «صندوق مصر»، لتؤكد أن رغبة المصريين فى البناء لا تنتهى، ويلفت النظر فى ذلك ما حدث بعد ثورة 25 يناير، حيث تعددت المبادرات الفردية والجماعية، وتسابق مصريون فى الخارج إلى طرح مبادرات اقتصادية، وفكر بعضهم فى العودة، ولعلنا نتذكر أنه وقتئذ تم الإعلان عن تأسيس «بنك أفكار» أثناء حكومة الدكتور عصام شرف، وكان رجل الأعمال والكاتب المرموق الدكتور محمود عمارة هو الذى تولى الإشراف عليه، وأعلم أنه استقبل أفكارا عديدة بعضها فى مجال السياحة وأخرى فى مجال الاستصلاح، وجميعها تفرش الأرض لتنمية واستثمار نحتاج إليه، ولم يكن الأمر مقتصرا على تلقى الأفكار وفقط، وإنما امتد إلى البحث عن مصادر للتمويل من جهات أجنبية، بعد التأكد من جدية أفكار المشروعات، كان الحماس كبيرا، وكان الأمل فى البناء عظيما، يعززه شعور كبير بالثقة فى أن مظلة البناء تمتد إلى الجميع، وأن مصر وطن للمصريين بحق.
دارت عجلة الأيام وأصيب بنك الأفكار بالسكتة، ولم نعد نسمع عنه شيئا، ولم نر مشروعا واحدا من مجمل الأفكار التى حفظها البنك، وبعد فوز حزب الحرية والعدالة بانتخابات البرلمان، أعرف أن المهندس خيرت الشاطر التقى الدكتور محمود عمارة، ليكي يطلعه على مجمل أفكار البنك، أملا فى البدء فى تنفيذها، ولم يحدث شىء أيضا.
اللافت فى هذه القضية هو لحظتان، الأولى التى تلت ثورة 25 يناير، والثانية التى تلت ثورة 30 يونيو، ولأنهما ولادة شعبية حقيقية جاء حماس المشاركة فى البناء، لكن هذا يعطيك مؤشرا عن الانسحاب من تلك المشاركة فى ظل حكم الأهل والعشيرة بقيادة مرسى، والسبب فى ذلك أن فئات الشعب المصرى وجدت نفسها خارج معركة البناء، كما وجدت أن حكم الأهل والعشيرة لا يتحدث إلا مع نفسه، فقام هذا الحكم بضبط الإيقاع فى السياسة والاقتصاد حسب مقاسه وحسب ما يفيده، فانصرف الحالمون بالمشاركة السياسية والاقتصادية، نسى حكم الأهل والعشيرة أن الإصلاح السياسى الحقيقى هو الذى يقود قاطرة الاقتصاد، وليس العكس، وحين انغمسوا فى لعبة التمكين من مفاصل الدولة، كان هذا بمثابة نداء للآخرين بأننا لا نحتاج إليكم، فأصبح هناك تجنيب لكل فئات الشعب المصرى.
من جديد تقفز رغبة المصريين إلى البناء عبر صندوق مصر، فلنمسك بهذه الفرصة الكبيرة حتى تكون مدخلا رائعا للمشاركة الوطنية، وتكون تعبيرا عن لحمة وطنية حقيقية، المصريون قادرون على ربط الأحزمة على بطونهم لو وثقوا فى أن أمامهم نخبة حكم تبنى وتعمر من أجل غد مشرق، وفى الصندوق أسرار كثيرة عن معجزات المصريين سيخرجونها طالما تأكدوا أن القادم أفضل.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
زياد عبد الرحمن
مصر الولاده لن تعقم
عدد الردود 0
بواسطة:
سليمان العودة
أيها المستشار إستقيل يرحمك الله ويغفر لك دماء أبرياء الحرس الجمهورى
عدد الردود 0
بواسطة:
!! المصرى الحر !! اسلام المهدى .
!! فــى حـــــب مـــصـــــــر !!
عدد الردود 0
بواسطة:
مجمدماهر
ردا على تعليق 2
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد متولـى
☜ و متى ســيبدأ العمــل ☞
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد متولـى
☜ بالعـقـــل ☞
عدد الردود 0
بواسطة:
صقر قريش
انا مستغرب من المعلقين المتأسلمين ....موش تغادروا الصفحه والتاريخ والجغرافيا؟؟؟