فى أواخر ستينيات القرن الماضى، فاز الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون بصعوبة شديدة على منافسه الديمقراطى همفرى، كان الفارق بينهما حوالى 1.5 % من الأصوات، ولذلك قرر الرئيس الأمريكى التجسس على مكاتب ومقرات الحزب الديمقراطى الكائنة فى مبنى ووترجيت، والقصة بدأت حينما اكتشف أحد حراس المبنى وجود أشخاص بداخله، فأبلغ الشرطة التى استطاعت أن تلقى القبض على بعض الأشخاص الذين كانوا يعتزمون زرع أجهزة تنصت داخل مقرات الحزب، ثم تطورت الأحداث ليكتشف الرأى العام الأمريكى فى النهاية، أن الرئيس الأمريكى متورط فى هذه القضية، وأنه أراد بتلك الطريقة الخسيسة أن يتغلب على منافسيه.
تذكر معى ما قاله الدكتور محمد مرسى فى خطابه الأول فى ميدان التحرير.. قال: «الستينيات وما أدراك ما الستينيات» وعد بذاكرتك أيضا إلى احتفالية «مرسى» فى استاد القاهرة بانتصار أكتوبر التى شهدت العديد من المفارقات، أهمها أن مرسى قام بحركات استعراضية كثيرة، أبرزها إصراره على أن يستقل سيارة مكشوفة موديل «ستيناتى»، ليمر بها على أتباعه المهللين فى الاستاد، ولاحظ خطاباته ذات اللغة العتيقة التى تشعر وأنت تتابعها مضطراً، أنك تشاهد «فيلم عربى»، «أبيض وأسود»، ضع كل هذه المفارقات بجانب بعضها البعض، لتعرف أن مرسى وحلفاءه لم يغادروا الستينيات أبداً، ولتتأكد أيضاً من أن فضيحة كبيرة مثل فضيحة «ووترجيت» حاضرة فى أذهانهم، متحكمة فى عقلهم الباطن، وهذا ما أثبتته وزارة الداخلية التى كشفت عن إحدى فضائح الإخوان فى الحكم والتى تكاد تتماثل مع فضيحة «ووترجيت».
أنظر معى إلى تفاصيل الفضيحة التى أذاعتها وزارة الداخلية، والتى كان من المستحيل أن يتم كشف النقاب عنها إلا بعد إزاحة مرسى، الأمر كله يتلخص فى أن تنظيم الإخوان الذى كان يحكمنا برئاسة نائب المرشد «خيرت الشاطر»، شرع فى اختراق أجهزة الدولة لصالح جماعته ورئيسه، فقد جند الشاطر أحد أهم ضباط هذا الجهاز لصالحه، واستطاع أن يوليه منصب نائب رئيس جهاز أمن الدولة، ليقوم بأعمال تجسسية على معارضى مرسى من النشطاء والثوار والإعلاميين والسياسيين، كما أنه كان يتجسس على جهاز الأمن الوطنى بأكمله من خلال عدة أجهزة، اشتراها الشاطر بماله تحت ادعاء «تدعيم الأمن الوطنى»، وتبين أنها أجهزة تسجيل تنقل للشاطر كواليس ما يجرى داخل هذا الجهاز.
تفاصيل الفضيحة تتطرق إلى أن هذه العملية التجسسية المشبوهة هى التى سربت تفاصيل سفر الضابط محمد أبوشقرة إلى سيناء للتحقيق فى قضايا الإرهاب فى تلك المحافظة الهامة، والمعلومات التى توصل إليها هذا الضابط الشهيد والتى أدت إلى اغتياله بأيد قذرة، وفى إطار هذه العملية التجسسية، تم التجسس على المكالمة التى دارت بين المرشح الخاسر «أحمد شفيق» ووزير الداخلية، والتى أذاع تفاصيلها قيادات الإخوان قبل ثورة 30 يونيو، ما يعنى أن مرسى ورجاله كانوا يتجسسون على معارضيهم ووزرائهم، ولا أستبعد أن يكون الشاطر نفسه يتجسس على «مرسى» فى انهيار كامل للدولة، وانتهاك صارخ للدستور، وهنا أريد أن أقول للمتشدقين بكلمة الشرعية، وإلى الذين صدعونا بالتحدث عن الديمقراطية، لاحظوا مقدار التماثل بين الفضيحتين، وتذكروا أيضا أن «نيكسون» استقال وأحيل للمحاكمة بعد اكتشاف هذه الفضيحة، وأن حزبه خسر الانتخابات بعد هذه الفضيحة، وأن «نيكسون» كان عنده «دم» فاستقال، أما مرسى فعنده «جماعة» فأنزلها إلى الشوارع لتقتل المصريين.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ميمو
مذبحة الحرس الجمهورى .. دنشواى 2013
عدد الردود 0
بواسطة:
سلامة
۩۞ ورقصت الذئاب على جثة الوطن ۩۞
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد علي
العقول المغيبة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
فاقدى العقل والضمير
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالعزيزمحمدعمر
الفريسه