لم يكن فى مخيلة أحد مهما تعاظم خياله أن يتصور ما حدث يوم 30 يونيو 2013، ذلك اليوم الذى سيظل شاهداً على خلود مصر وعلى كرامة الشعب العظيم الذى خرج فى حشود ليس لها مثيل منذ بداية التاريخ على مستوى العالم. تجمعوا على كلمة سواء رافضين الذل والهوان.. تجمعوا على صوت الحق. حين أعلن القائد العام للقوات المسلحة أنه لن يقبل أن يقهر المصريون، قال الفريق أول عبدالفتاح السيسى. مصر أم الدنيا وهتفضل قدها.. وهكذا حقق مقولته. دخلت كلماته قلوب المصريين وأحسوا أنه الزعيم القادر على حمايتهم من هذا الطاغوت ومن هذا الحكم المستبد الفاشى.
فبعد أن أراد البعض الهبوط بمصر إلى أدنى حالاتها وتشويه تاريخنا العريق ومحاولات تدمير شخصية مصر التى رسمناها ونحتناها فى الصخور بدمائنا، استجابت القوات المسلحة خاصة حين تأكدت من بشاعة المشهد العام الذى أبداً لا يتعاطف مع الجماهير بل كان فى كل يوم يزداد سخطاً وكآبة على الشعب إذ هو لا يرى جديداً فى أى مجال بل كانت الأزمات تتفاقم والمشاكل تتعقد ومعها تسود محاولات الحلول ولا نجد سوى اليأس بديلاً.
لم يكن أمام الشعب المصرى سوى القوات المسلحة التى لم تخذلنا يوماً ولم تتخلف يوماً عن إنقاذنا ولم تدع أى ثغرة يمكن أن ينفذ من خلالها أحد للنيل من كرامة مصر. اجتمع المصريون فى مشهد لم يشهده العالم من قبل يطلبون الخلاص وجاءت الاستجابة من جيشنا الخالد.. والذى أنقذ الشعب، لم يكن أبداً انقلاباً عسكرياً بل هى استجابة لشعب دخل النفق المظلم ويحتاج إلى من يخرجه إلى الحياة من نظام إخوانى فاشل خدع كثيرين وحولنا إلى فرق. وهو ما لم يحدث أبداً فى تاريخنا فمصر دائماً وستظل سبيكة واحدة ونسيجا لا ينفصل ولن يكون.. حكمنا الإخوان فى عام هو العام الأسود فى تاريخنا، سنة كاملة من الوعود الكاذبة لم ينفذ النظام منها شيئاً. إلى جانب كارثة صدور الإعلان الدستورى الديكتاتورى الذى كان بمثابة بداية الأزمات، وتعاقبت هذه الخطوات الخائبة الخائنة عشرات القرارات وكلها كانت تصب ضد الناس وضد مستقبل الشباب وأغلق الأمل تماماً فى وجه المجتمع.. خاصة بعد أن أحس الشعب أن هناك سرقة واضحة لثورة 25 يناير لأن جميع مبادئها لم تنفذ «!!».
فقد عطلت جماعة الإخوان مصر هذه السنة وقبلها عامان من الفترة الانتقالية ليه، لتكون مصر معطلة ثلاث سنوات بلا إنجاز يذكر.
الأمر الذى دعا الفريق أول عبدالفتاح السيسى أن ينقذ مصر من هذا الهوان.. فالقوات المسلحة كانت ولاتزال وستظل إلى الأبد هى الحصن الحصين كما وصف جنودها الرسول الكريم: «خير أجناد الأرض».. والفريق أول عبدالفتاح السيسى معروف عنه سياسته الحازمة الحاسمة. فهو لا يقبل أنصاف الحلول أبداً ومعروف عنه أيضاً التواضع والبساطة والاقتراب من الناس وعدم التفرقة بين أحد على أساس انتمائه السياسى أو الدينى.. فهو يرى المصريين جميعهم إخوة سواء كما رآهم فى الميادين جنباً إلى جنب بكل طوائفهم وبكل قناعاتهم السياسية.. اليوم نحن مع الفريق أول السيسى، نبدأ عهداً جديداً حيث سياسة جديدة تعتمد على تطهير الماضى وتصحيح السلبيات التى تكاثرت ليس فى عام واحد مضى بل فى كثير من السنوات السابقة تراكمت حتى صارت أزمات مزمنة بدأ الرجل عهده بجلسة تاريخية جمع فيها قادة الدين الإسلامى والمسيحى ورموز من رجال الفكر ورموز للأحزاب الدينية إلى جانب شابين من مؤسسى حركة تمرد التى عشقها الشعب والتى تلخص طموح الشباب ومستقبله.. هذه الجلسة التاريخية الحكيمة أعادتنا إلى سنوات.. كان القائد يجتمع مع رموز الأمة دون إخلال أو تقصير أو نسيان. أحس الشعب أن هذا الاجتماع الذى نسجت فيه خارطة طريق مستقبل مصر.. أنه يسير بنا نحو خطاً ثابتة نحو فجر يوم جديد.