أيا كان اسم رئيس الحكومة، فسوف يكون هناك مؤيدون ورافضون أو متحفظون، والعبرة بما سوف تسارع الحكومة لاتخاذه نحو المواطن.
اليوم يثور الخلاف والجدل، وفى الوقت الذى يدفع فيه الكثير من القوى السياسية لاسم الدكتور محمد البرادعى على رأس حكومة تكنوقراط يمكنها تحقيق برنامج واضح، ومصالحة. هناك من يعترض على البرادعى، لأسباب سياسية أو أيديولوجية. وما هو معلن أن حزب النور اعترض على البرادعى، والحزب يواجه ترددا وخلافات تنعكس على قراراته. وعلى الحزب أن يحسم خياراته بسرعة، ويعلن عن رؤيته بوضوح، لأن المواقف الرمادية لا تصلح لمثل هذه الظروف.
الجدل يجب أن ينصرف لما هو مطلوب من الحكومة، وأولها أن يجد الناس حكومة قوية، تطبق القانون بحسم، وتفرض الأمن وتواجه الانفلات والفوضى. وتسارع لحل نهائى لمشكلات الكهرباء والمياه، والوقود والخبز والدعم، وتفعيل الحد الأدنى للأجور لانتشال الملايين من براثن الفقر، وأيضا بناء منظومة صحية عاجلة تنقذ أحوال المرضى. وهى مهام صعبة لكنها تلبى مطالب جماهير 30 يونيو التى هى مطالب يناير «عيش حرية عدالة اجتماعية». وهى مطالب لم تحققها كل الحكومات السابقة، بل إنها قاومتها وتفرغت للشكوى. كما أضاعها الاحتكار والاستبعاد والانتهازية.
مهام تحتاج لبرنامج واضح، مع مصارحة غابت طوال الحكومات السابقة جميعا. يفترض ألا تكون مجرد حكومة تشكو من نقص الصلاحيات. أو تبحث عن حجج لتبرير التأخر والتعثر. أن تبدأ الحكومة بالمصارحة، وإعلان الحقيقة فيما يخص الوضع الاقتصادى والاجتماعى، وما نواجهه من مشكلات حقيقية، ساعتها سوف يصدق الناس الحكومة، أما البقاء فى حالة الغموض والشكوى، فإنها لا تجلب تعاطفا بل المزيد من الغضب والقنوط.
الجدل يجب أن يتجاوز الأيديولوجيا ويتجه إلى القدرة على تحقيق مهام عاجلة وبرامج قريبة.
على القوى السياسية أن تحسم مواقفها بوضوح ومن دون التباسات، وتنصرف عن أخطاء سابقة، وألا تنسى فى خضم الجدل السياسى أن المهام المطلوبة، واضحة، ولا خلافات عليها. لأنها تتعلق بالأغلبية الحقيقية، التى تم نسيانها طوال عامين ونصف.
حتى لا نعود إلى قصة القطار الذى ركبه مواطن متجها للإسكندرية واكتشف أنه يتجه جنوبا للصعيد، كان عليه أن ينزل ليسير فى الاتجاه الصحيح لكنه انشغل بالخلافات والصراعات مع غيره من الركاب ورفع عليهم قضايا وقدموا فيه بلاغات ونسى أنه كان يتجه للإسكندرية.
دور السياسة هو الوصول لمناطق وسطية، والسياسة ضمن الوسائل وليس الغايات، تلعب دورها فى طرح مبادرات، وتدخل فى تفاوض أو تقريب لوجهات النظر، بهدف الوصول لأفضل الخيارات.
لقد كان أفضل ما فى يناير ويونيو الأمل الذى كان بسيطا وواضحا، لكنه تاه مع الخلافات، واختفى خلف زحام الصراعات، والانقسامات. والمطلوب الآن هو استعادة الأمل من جديد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد من الناس
نرجو الأخذ في اعتبارات الأختيار " الهوي المصري الخالص المخلص "
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
حزب النور
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الامريكان اعتقدوا ان المصريين طيبيين لدرجة اقامة امارة حماس فى سناء وانهاء مشكلة فلسطين
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
ودارت الأيام
لحكم مصر بريق خاص يباهى به فرعون ربنا سبحانه" ....................................
عدد الردود 0
بواسطة:
ودارت الأيام
رضى الله عنك ياعمر