توحد الشعب فى 25 يناير ولحق بهم من لحق وسقط مبارك، وكان يجب أن يتم الحفاظ على هذا التوحد حتى تحقق الثورة أهدافها، ولكن لظروف كثيرة تمت السيطرة على السلطة بالمغالبة بعيداً عن المشاركة، مع العلم أنه فى ظروف الثورات وعلى ضوء المراحل الانتقالية وفى غياب الاستقرار، لن تكون الديمقراطية هى طريق الاستيلاء على السلطة تحت زعم الصندوق، فلا ديمقراطية تحت سيف الوصايات المتنوعة وعلى رأسها الوصاية الدينية، ووصل الإخوان للسلطة بعدما كانوا عازفين، فسيطروا وأقصوا الجميع تحت سيف الأخونة وصموا آذانهم عن الجميع بعقل الغرور والاستكبار، ولم يكن مرسى مؤهلاً للموقع ولم يتركوه يمارس دوره من خلال أجهزة الدولة لكنهم حتى لم يحسنوا إدارته ولا إدارة الدولة، حيث إنهم أرادوا اختصار الدولة فى التنظيم، ولأن الشعب كان قد شب على الطوق وكسر حاجز الخوف ولم يجد تغييراً ولا ثورة بل ثورة مضادة، فثار فى 30/6 ثورة غير مسبوقة، فأصبحت مصر بالفعل هى كاتبة التاريخ، فسمع الجيش أوامر الشعب وكانت خطة الطريق بعيداً عن أى دور سياسى للجيش، حيث إنها ثورة الشعب، نعم هى صدمة للجماعة ولمشروعهم، الذى يسعون إلى تحقيقه منذ عشرات السنين، نعم يمكن للأعصاب أن تفلت، ولكن أبداً لا يمكن أن ترد السلطة أو أن يحكم شعب بالعنف والقهر حتى لو كان ذلك الحكم تحت شعار الدين، ولذا فقد رأينا حزب النور مع من وضعوا خطة الطريق، كما أن الدين ينهى عن العنف، فالعنف غير الجهاد، فنحن لسنا أعداء، فلا يوجد من هو مع الإسلام ومن ضده، نحن نختلف مع سلطة سياسية فشلت فى تحقيق آمال الجماهير نجحت فى إحداث أول استقطاب يهدد سلامة الوطن، فما حدث فى 30/6 يؤكد أن مصر لكل المصريين، وليس من حق فصيل واحد أن يتصور أن مصر ملكه دون غيره أو أن يتحدث نيابة عن كل المصريين، ولا أحد يملك الحقيقة المطلقة، ولا قدرة لفصيل واحد أن يحكم مصر وحده، وإلا سندخل فى الدائرة المغلقة التى لن تخرج منها، ولن تكون الثورة استبدال إقصاء بإقصاء، فإذا كان الإخوان قد أقصوا الجميع بالأخونة، فلا يجب أن يتم إقصاء أحد، فلا قهر ولا تصفية حسابات، فمصر دولة تاريخية وليست دولة عصابات، ولذا فلتكن مصارحة من كل الأطراف، ونقدا ذاتيا من كل التيارات فإذا كان الإخوان قد أخطأوا فغيرهم أخطأ والخطأ أنواع متعددة، فإذا كان الصراع قد تمحور بين الإخوان والإنقاذ، فالحل لن يكون باستبدال الإنقاذ بالإخوان، وإلا كان هذا إجهاضا للثورة مرة أخرى، المرحلة خطيرة والذكاء السياسى يحتم أن تتوارى الأسماء التقليدية التى أخذت السياسة نوعا من الظهور والمتاجرة بالجماهير، وليس كل من عمل بالسياسة يصلح للحكم، فكفى توزيع غنائم، مصر تحتاج إلى كل أبنائها من الكفاءات النادرة التى تخرجنا مما نحن فيه حتى ولو كانت أسماء غير معروفة، فهذا هو الأصلح الآن، فلا وقت للبكاء على اللبن المسكوب، السياسة نضال دائم وجهاد متصل وقبول للآخر ومشاركة الجميع وكسب الثقة، السياسة حوار وتواصل وإقناع، فإذا خسرت هذه الجولة فالجولات القادمة كثيرة، فهل نتصارح بأخطائنا؟ هل نؤمن بالمصارحة من أجل مصر حتى نشارك جميعاً فى إعادة البناء والاستقرار، ثم نتصارع أيديولوجياً حتى تظل مصر لكل المصريين؟
عدد الردود 0
بواسطة:
حسين رجب
كلام حكيم , أتفق معك
فوق