السفير الأمريكى الجديد فى القاهرة «روبرت فورد» له تاريخ طويل فى «دائرة المنطقة الحرجة» فى الشرق الأوسط، وهو الآن فى مركز الدائرة «مصر، تونس، ليبيا، السودان». و«روبرت فورد» رجل المخابرات الأمريكية، وننقل عنه هنا ما جاء فى بعض مراكز الأبحاث المعنية بمثل هذه الشخصيات الغامضة، والمؤثرة فى العالم السفلى لسحرة القلاقل والحروب الأهلية، فهو من أهم مشعلى الحروب، إن لم يكن أهمهم، وهو رأس الحربة الأساسى عن أمريكا فى الحرب الأهلية اللبنانية فى منتصف السبعينيات وأوائل الثمانينيات، أحد أهم الخبراء فى تخريب العلاقات بين المنظمات الفلسطينية فى بيروت، وإحداث الانشقاقات فيما بينها، الداعم الحقيقى لـ«أبونضال»، و«روبرت فورد» هو أحد الخبراء فى اجتياح إسرائيل لبيروت وإخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، وهو المتآمر الأصلى فى الوضع المتردى فى سوريا أثناء توليه البعثة الدبلوماسية الأمريكية هناك قبل أن يجىء إلى مصر، وكان أول اقتراح قدمه سفير الحرب الأهلية «روبرت فورد» فى سوريا «سابقا ومصر حاليا» إلى بشار الأسد تنفيذا لخطته فى إشعال «الحرب الأهلية» فى سوريا تحت شعار «التهدئة» هو إقالة وزير الدفاع العماد «داود راجحة» الذى اختفى باغتياله، حيث تمت عملية الاغتيال فى مبنى «الأمن القومى» فى سوريا، وبعد ذلك قام «بشار» بتعيين العماد «فهد جاسم الفريج»، وجاء بعدها اشتداد عملية تكوين «الجيش السورى الحر» مع دعم من تركيا والجهاديين من القاعدة وأخواتها، وبكل مواهبه وحرفيته ساهم «روبرت فورد» فى انفجار الوضع الأمنى فى الجزائر سنة 2008 عندما كان يعمل سفيرا لأمريكا فى الجزائر، بعد نجاحه الساحق كنائب لرئيس البعثة الأمريكية فى بغداد. و«روبرت فورد» وفقا فيما عرف بـ«تقرير واين ماديسون Wayne Madison Report» هو المسؤول فى وزارة الخارجية الأمريكية عن تشكيل «فرق موت Death squads» من أشخاص مرتبطين بتنظيم القاعدة فى أفغانستان، والعراق، واليمن، والشيشان، وتوظيفهم للقيام بعمليات ضد الجيش السورى، وقوات الأمن السورية، وقد عمل «روبرت فورد» سابقا فى منصب المسؤول السياسى فى السفارة الأمريكية فى بغداد بين 2004 و2006 حين كان «جون نيجروبونتى» سفيرا لواشنطن فى العراق، والذى كان سفيرا للولايات المتحدة فى «الهندوراس» بين عامى 1981 و1985. و«نيجروبونتى» هو اللاعب الأساسى ضمن برنامج أمريكى خاص، فى عملية تسليح المعارضة فى «نيكاراجوا»، وقد أكسبه دوره فى دعم الجماعات المسلحة فى «السلفادور» و«الهندوراس» لقب «السيد موت Mr. death»، وقد قام «نيجروبونتى» بتكليف «روبرت فورد» بتطبيق «خيار السلفادور El Salvador option» فى العراق، وأطلقت تسمية «خيار السلفادور» على هذه العملية تيمنا بالعملية التى قام بها «نيجروبونتى» فى أمريكا الوسطى خلال ثمانينيات القرن الماضى، وقد تردد أن «فورد» أصبح الشخصية المركزية فى عملية توظيف عرب ومسلمين من الشرق الأوسط وما بعده للقتال ضد قوى الأمن الموالية للرئيس السورى «بشار الأسد» تحت اسم «الجيش السورى الحر»، ولم يقم هؤلاء الإرهابيون المدعومون من الولايات المتحدة فقط بمهاجمة القوى الأمنية السورية، بل قاموا أيضا بارتكاب المجازر ضد المدنيين فى عمليات «العلم المزيف» التى استخدمت لإلقاء اللوم لاحقا على القوى الحكومية السورية، وبحسب ما جاء فى «تقرير واين ماديسون» فقد استخدم «خيار السلفادور» أيضا فى ليبيا، حيث قام مقاتلو القاعدة الذين تم جلبهم من العراق، وأفغانستان، واليمن، بارتكاب الجرائم ضد المدنيين الليبيين، خاصة الليبيين السود والعمال الأفارقة، بالنيابة عن حكومة المعارضة الليبية، والتى يتم توجيهها من مستشارى المخابـــرات الأميركية «CIA»، والمخابرات البريطانية الخارجية «Mi6». كما قام «روبرت فورد» بتقديم النصائح لمقاتلى المعارضة الليبية حول كيفية تنفيذ هجمات فرق الموت، والآن.. ماذا يملك ذلك الساحر الذى جاء من دهاليز العالم السفلى فى جرابه لمصر؟.. سؤال سوف تجيب عنه الأيام والأسابيع القليلة المقبلة.