المسلم الحق كله خير، إنه أشبه ببؤرة من النور، إنه قلب ينبض بالحب والرحمة والعطاء، إنه رمز من رموز السماحة فى هذه الدنيا. إن خيرية المسلم تبدأ من دائرته الشخصية، ثم تمتد إلى الدوائر المحيطة به لتشمل المجتمع كله والعالم كله.
قال خير البشر أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده»، أى أنه خير محض، لا يسب باللسان، ولا يبطش باليد. إن المسلم عنصر بناء لا عنصر هدم أو تدمير، محرم على المسلم الإضرار بالغير «لا ضرر ولا ضرار»، ومحرم عليه الفحش فى الكلام او الفعل، لأن الله سبحانه وتعالى يكره الفحش ومن يرتكبه.
قال سيد الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله»، ومعنى الأهل يتسع ليشمل الأسرة المسلمة كلها، كبيرها وصغيرها، قويها وضعيفها، رجالها ونساءها.. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا محضا، وعلم أصحابه رضى الله عليهم أجمعين أن ينشروا الخير والمحبة فى الأسرة المسلمة، فنالوا الدرجات العلى فى الدنيا وعند ربهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من غشنا ليس منا»، والغش ليس فى البيع والشراء، لكن كل أنواع الغش المادى والمعنوى، فالغشاش مطرود من الأمة، أى أنه مطرود من الرحمة التى تتنزل على الأمة حتى يتوب ويندم على ما قام به من جرم.
ويبارك الله سبحانه وتعالى فى العبد المسلم الذى يكون سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا قاضى، ويكره المنافق الذى إذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا خاصم فجر..
المسلم هو كيان نورانى ينشر الخير والصدق فيمن حوله، وذلك لأنه صادق فى عبادته، فالعبادة بالنسبة له ليست حركات بالبدن، وألفاظا ينطق بها الفم واللسان، لكنها فى قلبه.. المسلم يعيش دينه بكل ما فيه من جمال أخلاقى، ورحمة، وحب لمخلوقات الله، وطاعة لله، وحب صادق لخالقه العظيم سبحانه وتعالى.