فى الوقت الذى يعرف فيه القاصى والدانى والخواجة قبل ابن البلد أن الإرهابيين فى رابعة والنهضة يكدسون الأسلحة ويقيمون الدشم والتحصينات استعداداً للمواجهة الحربية مع الشرطة، يخرج علينا من التيارات المدنية والحقوقية من ينتقد مجرد قطع الكهرباء عن الميدان.
لماذا هذه المزايدات المجانية من بعض الحقوقيين الذين يتصورون أن للبعض حقوقا فى العدوان على الآخرين وإرهابهم، أولا الموجودون فى رابعة والنهضة بأكثر الأوصاف لطفا معتدون على المنشآت العامة والخاصة وحرمة وخصوصية المواطنين فى المنطقتين، ثم إن الكهرباء التى انقطعت ساعة، مسروقة الأمر الذى يعرض جميع قيادات الاعتصام فى المنطقتين للحبس والغرامة.
وقبل ذلك وبعده، كيف وبأى طريقة سيتحقق كلام الرئيس ورئيس الوزراء حول فض اعتصامى رابعة والنهضة، إذا كان مجرد قطع الكهرباء غير المقصود يتم الإسراع بتداركه على الفور، بينما ألف باء مواجهة الإرهابيين فى المنطقتين، هو قطع الكهرباء والمياه نهائيا عنهما ومحاصرة المنطقتين تماما ومنع الدخول إليهما أو إدخال أى نوع من الأطعمة والمعدات، والسماح فقط بخروج التائبين من غير المطلوبين على ذمة قضايا جنائية.
التراخى الرسمى والأهلى سمح لهذه الكائنات الإرهابية باحتلال وتدمير المنشآت العامة والخاصة، شوارع بكاملها وحدائق عامة ومولات ومحال تجارية وجراجات ومدارس ومحطات بنزين، وضع الإرهابيون أيديهم عليها واستباحوها، حولوها إلى حمامات عامة.
ولأول مرة يجرؤ أحد على انتهاك حرمة جامعة القاهرة واقتحام أبوابها ومنع الطلاب من الدخول وإطلاق النار على أمن الجامعة، دون أن يحاسبهم أحد على هذه الجريمة المستمرة منذ أكثر من شهر، وبعدها يصدعنا عدد من الحقوقيين بضرورة فض الاعتصام دون أى عنف، وترتعش أيدى مسؤولى الحكومة عندما يطالبهم الشعب بتقديم الدعم اللوجيستى للشرطة فى مواجهة الإرهاب.
أيها السادة، هل تنتظرون من الإرهابيين أن يزهقوا ويروحوا؟ أم تنتظرون ملائكة من السماء تعاقب الخارجين عن القانون وتستعيد هيبة الدولة؟ أفيقوا يرحمكم الله.