قلنا وسنظل نقول.. إن سيناء هى خط الأمان الأول، وإن التفريط فيها يعنى التفريط فى مصر كلها، ومنذ هوجة 25 يناير 2011 وماأعقبها من حكم الإخوان ثم الإطاحة بهم بعد مظاهرات الغضب التى خرجت فى 30 يونيو 2013، وهذا الجزء من وطننا العزيز يتم اقتسامه بين تنظيمات إرهابية، أخطرها القاعدة، وأقلها الجهاد، فإذا أضفنا بعض البدو الذين لديهم ثأر مع الدولة، ثم أحلام حماس فى السيطرة على سيناء، وأخيرا الطمع الإسرائيلى، كل هذه الكوارث بدأت تضرب سيناء منذ أن أصبح لدينا رئيس إخوانى اسمه محمد مرسى، الذى يراعى مصالح حماس أكثر، وإذا أضفنا إلى كل ذلك رغبة معتصمى رابعة والنهضة فى استمرار اشتعال سيناء بالعمليات الإرهابية، بهدف الانتقام من الجيش الذى ساعد شعبه على التخلص من حكم المرشد، ومن رئيس ضعيف اسمه محمد مرسى، لم يقدم شيئاً لمصر إلا الخراب والانقسام، وانتشار التنظيمات التكفيرية فى أنحاء البلاد خاصة سيناء، ومع سقوط مرسى، توعدت قيادات الجماعة بتحويل مصر إلى أنهار من الدماء، وتحويل سيناء إلى دويلة داخل الدولة، وإنشاء جيش حر على غرار الجيش السورى الحر، وهو ما يحدث الآن فى سيناء، والنتيجة مزيد من الدماء على أرض الفيروز، ومحاولات مستمرة من جيش مصر التصدى لكل العمليات الإرهابية.
هذا هو المشهد الآن على أرض الفيروز.. جماعة تحتل ميادين القاهرة والجيزة، وقياداتها تقوم بالتحريض على حرق سيناء، مستخدمه كل الآلات الإعلامية الشيطانية، ومنصات التحريض اليومية لقيادات الجماعة التى لا تريد خيرا لمصر إلا برجوع المعزول محمد مرسى، وهو ما أكده إبليس الجماعة محمد البلتاجى والذى تحولت تصريحاته إلى شفرة للإرهابيين لحرق سيناء.
لقد أكدت الأيام والأحداث التى تلت عزل مرسى، أن جماعة الإخوان المسلمين نجحت فى تربية جيل كامل من الجماعات الإرهابية التى أفرج عنها مرسى، وسمح لها بالاستيطان فى سيناء.
ولا يمكن لأى محلل أن يخرج ألاعيب محمد مرسى، أثناء وجوده فى السلطة، وبين ماحدث فى عهده من عمليات قتل وخطف لجنودنا، والمتهم فيها حماس وأهل وعشيرة الرئيس المعزول المسؤول الأول عن كل الجرائم التى ارتكبت فى عهده، وبعد عزله، فمرسى وجماعته كانوا أحرص على أن تحميه التنظيمات الإرهابية فى سيناء، وتحويلها إلى بركة من الدماء، إذا تم خلع أو عزل أو المساس بالرئيس الإخوانى، وهو ماحدث بل وصل الأمر إلى أن يقول محمد الظواهرى شقيق زعيم تنظيم القاعدة، إن من يقترب من مرسى حتى ولو بصندوق الانتخابات، فإن السلاح هو الحل، ومن أجل هؤلاء ترك الرئيس مرسى سيناء مرتعا لأعضاء وقيادات الجماعات الإرهابية التى عزلت سيناء أمنياً عن مصر، رغم كل محاولات الجيش المصرى الذى يحارب من الجميع، والدليل ما حدث مؤخراً من اختطاف 7 من خيرة جنود مصر، وقبلها قتل جنودنا فى شهر رمضان.
إذن سيناء فى خطر ويكاد العدو ينجح فى اختطافها، ولولا رعاية الله ورحمته بهذه الأمة، لانتهت سيادة مصر على سيناء، ولتم اقتطاع هذا الجزء الغالى من مصر على يد الأهل والعشيرة، ميليشيات حماس والجماعات الإرهابية وإسرئيل، وهو ما جعلنا نواصل إطلاق كل كلمات التحذير من أجل الحفاظ على ما تبقى لنا من سيادة على سيناء أرض الفيروز التى نخشى أن تضيع.