مشكلة أى حاكم سابق أو قادم مع الشعب، وأى سلطة تأتى اليوم أو فى المستقبل، قضيتها الرئيسية مع الشعب، الذى يحدد قبوله ورفضه مدى النجاح والفشل. وعندما يهدأ الغبار، سوف يقف الجميع معا، ليتحاسبوا. ويعيد كل طرف النظر فى أفعاله، ومواقفه بمعيار الصواب والخطأ. وإذا كان من الصعب تقديم تصور مؤكد للمستقبل القريب أو الأبعد لمصر، فى ظل الحالة الحالية والتصادم والاستقطاب فإن اللحظات الحاسمة سوف تأتى فى حال استقرت الأوضاع قليلا.. جماعة الإخوان تعلن أنها تتعرض لهجمات وتواجه تحديا لوجودها، وهو أمر قد يترجم داخل كثيرين ممن يؤمنون بالجماعة من دون تفكير مزيدا من التحدى وانتظارا للانتصار على كل ما هو قائم. ويترجم لدى بعض خصوم الجماعة بضرورة الانتصار عليها. لكن الواقع أن الأغلبية لا تتصور نهاية تخلو من هذا الطرف أو ذاك.
قطاعات ليست قليلة من شباب الإخوان لا يمكن القول إنهم يتحركون بالمال. وإنما فى معركة وجود. بينما القيادات العليا فى الجماعة والأقاليم والصف الأول والثانى يدافعون عن مصالح الجماعة والتنظيم والمصالح الخاصة وما حصلوه من وجودهم فى السلطة. حول هؤلاء جماعات كانت تربح من الإخوان أو تصدق ما يقال لها عن إن القضية حرب على الإسلام. وتظن أن وجودها مهدد بما يهدد الإخوان.
كل هذه الجموع منقسمة بين تابعين لا يعلمون ما يجرى وينفذون الأوامر بلا مناقشة كطبيعة التنظيمات السرية التى تنفذ تعليمات التنظيم الخاص، حيث خمسة أو عشرة يحركون آلافا، وعشرات يفكرون بعيدا عن التوجيه الأيديولوجى، وربما بعد أن تهدأ الأمور يعيدون التفكير فى كل ما حدث، بعيدا عن الشحن والشماتة. فمن بين من سقطوا من الإخوان من يرتبط بعلاقات مع من هم ضد التنظيم، ومن بين شهداء رفح من تربطه علاقة ما مع إخوان أو أى من التنظيمات، ربما يضحى الأيديولوجى بهذه العلاقة تماما، لكن المواطن العادى من بينهم سوف يعيد التفكير فيما جرى.
قيادات الإخوان يتعاملون مع القضية متجاهلين الشعب من المعادلة، وأغلب مساعيهم ورهاناتهم على الخارج فى أمريكا وأوروبا، وهم يعتقدون أن الأوراق كلها فى الخارج، متجاهلين أن ملايين الشعب خرجت ضدهم وضد الفشل والتسلط والغرور. وهى قضايا لا يحسمها الخارج، فالقضية الرئيسية للإخوان مع الداخل ومع الشعب، وبالطبع لو كان للإخوان ظهير شعبى حقيقى غير التنظيم لما جرؤ أحد على التحرك ضدهم، وهنا القضية الأساسية، أن مشكلة الإخوان مع المصريين، مثلما كانت قضية مبارك.
ومهما كان تأثير العوامل الخارجية فإن الإخوان كانوا يحكمون الشعب، وهو الذى عارضهم ورفضهم وكشف خداعهم طوال عامين ونصف منهم عام تحت رئاسة الدكتور مرسى. ومن الطبيعى أن يعيد هؤلاء جميعا النظر ويعترفوا أن مشكلتهم مع الشعب ومن سوف يعود منهم سوف يجد نفسه مضطرا للتعامل مع المجتمع بتنوعاته، هذا لو لم يفكر فى العزلة والهجرة داخليا أو خارجيا. لكن من سوف يقرر البقاء سيكون مضطرا لمراجعة كل ما جرى. ويسأل نفسه عن المكان الذى يقف فيه. وكل ما جرى بعيدا عن قيادات تدافع عن وجودها بصرف النظر عن الضحايا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
بغد هذه الاحداث انتهى عصر الاخوان كتنظيم سياسى يوظف الدين فى ممارسة الارهاب
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
هذا هو حكم الاخوان - الولاء للمرشد - الشعب خادم للعشيره - ركوب الازهر الشريف
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
لا شرعيه لطاغيه او مستبد حتى لو جاء بصناديق العالم ونعوشه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
ما يحدث فى سيناء اكبر دليل على ان هذه الجماعه ارهابيه مجرمه تضمر الشر لمصر وشعبها
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الاسلام السياسى معناه لا اسلام ولا سياسه بل بلطجه وتكفير وارهاب وزوال للدين والقيم
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الاسلام السياسى اكبر كذبه والتفاف على ارادة الشعوب وحريتها
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الشعب هو مؤسس الدوله ومصدر سلطاتها وهو السيد الشرعى المطاع
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الشعب له الحق الكامل ف اى وقت واى مكان وتحت اى ظروف ان يقتلع النظام الفاسد
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
لا شرعيه لمسئول الا فى ظل الديمقراطيه الكامله والعداله الشامله
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الآخر
تحت
استاذ أكرم : ما هى مقوماتك لتكون صحفى ؟!