1 - أنت قطعا تعرف هذا الكيان المترهل فكريا وعقليا فوق ترهله الدهنى، أنت طبعا تعرف أحمد المغير.
ومن فى مصر لا يعرف المغير «السمين» الإخوانى الذى لم يترك خصما لمحمد مرسى أو مكتب الإرشاد إلا وهدده وحرض ضده، ثم انتهى به المطاف مضروبا «قفا» و«شلوت» حريمى هو والديكور المعروف باسم عمرو عبدالهادى عضو جبهة الضمير حينما حاولا اقتحام اعتصام وزارة الثقافة.
المغير لم يعد يمثل مشكلة سوى احتلاله مساحات واسعة من الحيز الفراغى، أما سوى ذلك فقد أصبح من الماضى وإن عاجلا أم آجلا سيجلس على أقرب بورش داخل أوسع زنزانة بتهمة التحريض على العنف، أما المشكلة الحقيقية هى اكتشاف وجود «مغير» صغير داخل عدد كبير من الرموز والنشطاء السياسيين والإعلاميين يعانون من نفس ترهلات «المغير» الفكرية ويهددون ويشمتون ويحرضون.
راجع أداء عدد كبير من الرموز السياسية والنشطاء والإعلاميين وتعليقاتهم على تجاوزات الداخلية أو كارثة مقتل 36 معتقلا داخل سيارة الترحيلات بسبب إهمال ضابط يعانى من هلاوس نفسية وستكتشف أن أحدهم لا يختلف كثيرا عن «المغير» حينما خرج هو وقيادات الإخوان يلقون قصائد الشعر فى وزارة الداخلية لمجرد أنها أصبحت أداة فى يد سلطتهم، وحينما قمعت الداخلية المتظاهرين أمام المقطم وفشلت فى حمايتهم من شباب الإخوان قال المغير وقتها: «دور قوات الشرطة والأمن من إمبارح دور مشرف جدا ومحترف جدا، والوزير يعتبر قدم كده أوراق اعتماده، وأنا أدعو تانى لتسليحهم التسليح الكافى والسماح بتطبيق الكود الدولى فى التعامل مع حالات الشغب اللى بيبدأ بالتحذير وبينتهى بالضرب فى مقتل».
من أجل مصلحته ومصلحة جماعته أقر «المغير» بواقع جديد يقول بتشجيع الداخلية على قتل المتظاهرين وضربهم وأتبعه صفوت حجازى والبلتاجى فى التأكيد على ذلك، دون أن يدرى أى منهم أن الأيام التى تتقلب بين يدى الرحمن عز وجل ستدور وتأتى باليوم الذى تستعمل فيه الداخلية المبدأ الذى أقره قيادات الإخوان والسلاح والتعزيزات التى هرول مرسى بدعم الداخلية بها بدلا من الإنفاق على الغلابة فى الشارع.
اليوم ياعزيزى أنت تفعل ذلك، تشجع الداخلية على التمادى، وتقهر كل صوت يخرج ليحذر الداخلية من الإفراط فى العنف دون أن تدرى أنك لو تحولت فى يوم ما لتكون مثل المغير، فسوف تنتهى نهاية المغير وجماعته..
عزيزى المواطن المصرى أيا كان لونك السياسى.. رغبتك فى العدل لابد أن تكون أعلى من رغبتك فى الانتقام.. رغبتك فى مصر واجب أن تكون أقوى من رغبتك فى السيطرة على مصر.. فاهمنى انت طبعا؟!!
2 – وسط كل هذا الضباب والدخان والفوضى أنت فى حاجة إلى توضيح مهم..
البعض يريد لقطار الثورة المصرية أن يقف فى محطة «ولد فال» ليشاهد انقلابا عسكريا، يعقبه تسليم للسلطة برعاية الجيش. والبعض الآخر يريدها على طريقة يوليو انقلابا يعقبه جنرال آخر فوق كرسى الحكم، والإخوان يريدونها على طريق «معاوية» سلطة دائمة وملكوت لا يخرج من بين جدران التنظيم.. وما بين بقايا النظام السابق الذين يريدونها على طريقة يوليو، والتائهين والعجائز الذين يريدونها على طريقة «ولد فال»، والإخوان الذين يريدونها ملكية خاصة سنبقى نحن جيل هذه الثورة.. ثورة 25 يناير، نريدها على طريقتنا، ثورة شعبية، مهمتها الرئيسية فرض الديمقراطية بمعناها الحقيقى، وإنقاذ هذا الوطن من الفاشية العسكرية، والفاشية الدينية، وأى سلطة أو كيان يحمل فى نفسه تمنيا بعودة ما كان من ظلم وبقاء أبدى فى الحكم.. نريدها على طريقة 25 يناير، وستكون كذلك بإذن الله، سواء تظاهر الملايين فى 30 يونيو الماضى أو 30 يونيو المقبل أو الذى بعده أو ما بعد بعده.. نريدها هكذا، وستكون كذلك إن شاء الله، شاء من شاء، وخبط دماغه فى الحيط من خبط.