الواضح أن السيد أردوغان رئيس الوزراء التركى لا يعرف المثل المصرى الشعبى القائل «اللى بيته من إزاز ميحدفش الناس بالطوب»، فرغم الوحشية التى تدمغ التاريخ التركى فى التعامل مع الأقليات والمعارضين مثل الأرمن والأكراد، ورغم العنف المفرط الذى ارتكبه حزب أردوغان – جول تجاه المتظاهرين فى ميدان تقسيم، يصر رئيس الوزراء التركى على دس أنفه فى شئون الآخرين والتورط فى السياسات الداخلية للدول الأخرى بصورة تجعله خصما سياسيا غير شريف، كما تحط به من موقعه كرئيس وزراء.
فجأة أصبح أردوغان عضوا فاعلا فى الفرع المصرى من تنظيم الإخوان، يحارب حربهم ويدعو لدعواتهم بالباطل، ولا يكتفى بإبداء الرأى السياسى أو التعبير عن موقف حزبه وحكومته، باعتباره رئيسا للوزراء، بل قاد حملة فى أوروبا على كافة المستويات لتشويه ثورة 30 يونيو وإرادة الشعب المصرى والمطالبة بدعم إرهاب الإخوان بالمال والسلاح وقطع المساعدات الأوروبية عن مصر. إذا كان رجب أردوغان قد اختار المراهنة على موقفه الحزبى الأيديولوجى الضيق على حساب المصالح التركية مع مصر، فهو حر والشعب التركى هو الوحيد صاحب الحق فى محاسبته على مواقفه، أما إذا قرر أن يحاسب الشعب المصرى ويتدخل عمليا فى الشأن المصرى فهنا يجب أن نواجهه بما يستحق.
يجب أن نحاسبه على شحنات السلاح التى يهربها عبر ليبيا إلى الداخل المصرى لتصل إلى الإرهابيين الذين يقتلون جنودنا فى سيناء ومواطنينا فى عموم المحافظات لتنفيذ السيناريو السورى وإشعال الفوضى والحرب الأهلية فى مصر.
يجب أن نحاسب أردوغان ونوجعه على استضافته المؤتمر المشبوه للتنظيم الدولى للإخوان بحضور أعضاء من عدة أجهزة مخابرات غربية وبحضور الموساد الإسرائيلى، والذى انتهى إلى ضرورة إحداث عمليات كبيرة فى مصر يسقط فيها عشرات الضحايا وتقدم مبررا وذريعة للدول المتآمرة للتدخل فى مصر بصورة أو بأخرى.
يجب أن نحاسب أردوغان على حربه المخابراتية المعلنة ضد المصريين وسعيه وقيادات حزبه إلى تأليب دول الاتحاد الأوربى لوقف مساعدتها لمصر، ولكن علينا أن نسأل أنفسنا كيف نوجع أردوغان وتركيا، بحيث يركع هذا الإرهابى ويعلم أن الله حق؟
أولا، لابد من حرب شاملة على كافة المنتجات التركية من الدراما إلى الملابس الجاهزة، من الحديد الذى تحاول أنقرة إغراقنا به إلى السياحة التركية التى أصبحت من المقاصد السياحية المفضلة للمصريين والعرب، وباتت إحدى مصادر الدخل الهامة لتركيا.
ثانيا، على مصر ألا تخوض حربها المعلنة ضد تركيا بمفردها، فيجب أن يتشكل حلف عربى لتركيع تركيا يضم مصر والسعودية والإمارات وعمان والكويت، ينشر فكرة المقاطعة العربية لكافة المنتجات التركية باعتباره مرادفا للكرامة العربية ومثالا لمواجهة أى دولة تستهدف الاعتداء على أى دولة عربية بصورة من الصور. ثالثا، تبنى الدول العربية فى الحلف المناهض لتركيا سياسات داعمة لحزب العمال الكردستانى وحق الأكراد فى الاستقلال على كامل ترابهم الوطنى الذى تحتله تركيا، مع الدعوة للاعتراف بالحزب دوليا وإخراجه من القائمة الدولية للمنظمات الإرهابية.
رابعا على الدول العربية ومصر الاعتراف برواية الأرمن لأحداث 1915»، والتى يؤكدون فيها جرائم الإبادة المنظمة تجاه الأرمن عام 1915. مع تبنى الدول العربية قرار إنشاء نصب تذكارى لضحايا المذبحة فى كل عاصمة عربية.
صدقونى، أردوغان سيركع، بل سيزحف بعدها طالبا الصفح من مصر والعرب، هذا إذا ظل فى موقعه أصلا.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
fayez
الاتراك العثمانيون
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام
ههههههه
عدد الردود 0
بواسطة:
د. سمير عزيز
العقل لا العاطفة