فى مقاله الرائع كالعادة أمس الأول الخميس بعنوان «الكذب بأنصاف الحقائق»، ذكر الكاتب الرائع محمد المخزنجى قولا مأثورا: «نصف الحقيقة أكثر خطورة من الباطل»، وطبقه على بعض ما يكتبه الذين يقرأون المشهد الجارى بعين تؤكد أن «ذكر نصف الحقيقة هو أكثر شرا من الكذبة الكاملة».
فى نفس العدد ستقرأ مقالا بعنوان «أجراس العودة إلى الوراء» لكاتبه فهمى هويدى، وفيها يواصل قراءة المشهد بذكر «نصف الحقيقة»، حتى يصل منها إلى تجديد ما يقوله منذ خروج الشعب المصرى بالملايين يوم 30 يونيو بأن عزل مرسى هو انقلاب، وبالمناسبة فإن هويدى يرى أن الذين خرجوا فى هذا اليوم لا يزيدون على 800 ألف أو مليون على أكثر تقدير فى كل محافظات مصر.
فى مقاله يتحدث هويدى عن أن ما أسماه بـ«الانقلاب العسكرى» هدم كل ما تم بناؤه بعد انتخاب الدكتور مرسى، وفى المقدمة من ذلك حل مجلس الشورى المنتخب وتجميد الدستور المستفتى عليه، و«أن تلك المرحلة حققت بعض الخطوات على طريق الديمقراطية، ورغم القصور أو الخطأ فى تلك الخطوات، فإننا كنا نعرف على الأقل أن ثمة آلية ديمقراطية تمكننا من تصويب الخطأ، ومحاسبة من أخطأ واستبدال غيره به إن كان ذلك ضروريا، وهو ما اختلف بعد انقلاب يوليو».
ذكر هويدى الحقيقة الكاملة دون أن يدرى، وهى «محاسبة من أخطأ واستبدال غير به إن كان ذلك ضروريا»، حيث قال الشعب كلمته وقام باستبدال أكبر المخطئين فى حق مصر، وهو محمد مرسى وحكم أهله وعشيرته.
بالرغم من تلك اللفتة، فإن هويدى وفى سياق نهجه فى ذكر «نصف الحقيقة» يغفل نصفها الآخر المتمثل فى انتخاب مجلس الشورى بنحو 6 ملايين ناخب من أصل 52 مليوناً، وكان هذا استفتاء على رفض هذا المجلس من الشعب المصرى، وذكرنا بما كان هويدى نفسه يتحدث عنه أيام مبارك بأن انتخابات تجرى بلا ناخبين، وهذا يعد قمة عدم شرعيتها، وبالرغم من ذلك رفع مرسى وأهله وعشيرته هذا المجلس عبر جمعيتهم الفاسدة التى كتبت الدستور، إلى مرتبة التشريع وسن القوانين، ويمكننا أن نسحب هذا العوار أيضا فى الاستفتاء على كتابة الدستور الذى شق صفوف المصريين، واللافت أن هويدى وعملا بمبدأ ذكر نصف الحقيقة لا يذكر شيئا عن إعلان مرسى الدستورى الاستبدادى الذى كان المقدمة الحقيقية لكل ما حدث من عواصف فيما بعد.
يمكننا أن نذكر عشرات الوقائع التى يغفل ذكرها هويدى، وتؤكد أننا كنا أمام حكم استبدادى يضرب الديمقراطية بحذائه جهرا وسرا، مما ساهم فى تخمير عجينة يوم 30 يونيو بسرعة لم يتوقعها أحد، وفى مقدمتها الدول الغربية التى بكت على حكم الجماعة، ولا تقل لنا يا أستاذ هويدى إن هذا بكاء على الديمقراطية، فمنذ متى وأمريكا تبكى عليها فى دول مثل دولنا؟ يتحدث هويدى فى مقاله عن تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية قالت فيه إن وزير الدفاع الأمريكى اتصل بالفريق السيسى 17 مرة ما بين 60 و90 دقيقة فى الاتصال الواحد، أى اتصل أكثر من 25 ساعة لو تم تفريغها فستصل إلى كتاب كبير الحجم، فكيف ذلك؟ ولماذا يتجاهل كل البيانات التى كان يعلنها الإخوان كل يوم عن رفضها لأى حلول وسط.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
لماذا اجتمع اللئام على مائدة قناة الفتنة ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
mostafa
أ/ سعيد
عدد الردود 0
بواسطة:
زيكو
سر بكاء الغرب على حكم الجماعه
عدد الردود 0
بواسطة:
زياد مغترب
الاستاذ هويدى لوغاريتم يصعب فهمه
عدد الردود 0
بواسطة:
صقر قريش
عفيروس الدين الذي يلزمك بان تتبع ما قاله فلان عن فلان بن فلان ولا تتبع المنطق...غباء
عدد الردود 0
بواسطة:
د. أسامة
و لا ربع الحقيقة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابن حميدو
1- لحوم العلماء مسمومة
عدد الردود 0
بواسطة:
راجح
أين الثرى من الثريا
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
تعقيب على تعليق ابن حميدو رقم 7