كمال حبيب

فائض الطاقة فى الشوارع والشاشات

الإثنين، 26 أغسطس 2013 07:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعبير فائض القيمة استخدمه ماركس فى التعبير عن الربح الذى يكسبه الرأسمالى من جهد العمال، وهو ما يؤدى للتراكم الرأسمالى، ولا شك أن الشعب المصرى خاصة الشباب منه لديهم ما يمكن أن نطلق عليه فائض الطاقة، ويمكننا أن نعرف فائض الطاقة هذه بأنها الطاقة الزائدة التى لا يتجه بها الإنسان إلى عمل مفيد، أو الطاقة التى لا يستغلها الإنسان أوالدولة فى عمل من قبل مواطنيها يكون نافعا.
وإذا كنا كشعب مصرى استطاع أن يقوم بثورة فى 25 يناير ثم قام بموجة أخرى للثورة فى 30 يونيو فإننا نكون بإزاء شعب له طاقات جبارة لا يتم استغلالها بشكل جيد لا من قبل الناس أنفسهم ولا من قبل الدولة التى يجب أن تهيئ المجال لإفراغ هذه الطاقات فى الإبداع والفن والتحضر فى كل الفنون والمجالات. الشباب المصرى لديه فائض طاقة، وهذه الطاقة الزائدة أو الفائضة إن لم يتم توجيهها – كما أشرنا إلى الخير فإنها تتحول إلى هدر وربما تتجه إلى العنف.
يبدو أن النظم المستبدة تولد لدى مواطنيها دوما طاقة فائضة أوزائدة لأنها لا تمنحهم فرصة توجيه طاقاتهم إلى مايفيد، ومن ثم فإن فائض الطاقة تلك يتجه إلى العنف أو يتجه إلى التبديد والسيولة التى تعنى أن تلك الطاقة مفتوحة على كل الاحتمالات بما فى ذلك الانخراط فى تنظيمات سرية أو عنفية. فائض الطاقة تقود إلى التوتر والقلق وربما كما ذكرنا إلى العنف – خاصة لو كانت محفزات العنف وسياقاته قائمة ولعل أهمها القمع والاستبداد فالناس لا يولدون ميالون للعنف ولكنهم ميالون للتعبير عن طاقاتهم فى مناشط مفيدة لأنفسهم ولمجتمعاتهم، وهنا وظيفة الدولة التى توظف فائض طاقة مجتمعها وجماعاتها وشبابها فيما يحقق الخير لتلك الدولة والأمة. يبدو أننا جميعا لدينا فائض طاقة يحتاج لتوجيهه توجيها صحيحا فجماعة الإخوان المسلمين لديها فائض طاقة والمتحالفين معها من الإسلاميين لديهم فائض طاقة، ويعبر هذا الفائض عن نفسه فى اعتصامات ومظاهرات فى الشارع وكأن الجماعة بشكل لا واع تريد أن تتخلص من فائض الطاقة ذلك فى الشارع وعبر الحشود حتى لا تتوجه إلى داخل التنظيم العجوز فتفجره من داخله. والأحزاب والتيارات الليبرالية لديها فائض طاقة هى الأخرى وهى تعبر عن التخلص من هذا الفائض بطريقة سهلة ولكنها خطيرة على السلم المجتمعى عبر شاشات التلفزيون، وهنا نجد خطابا عنيفا ومتطرفا تجاه خصمها الرئيسى وهو الإخوان عبر شيطنته بل وعبر شيطنة المتحالفين معه من الإسلاميين بل وربما عبر الإعلان عن الرغبة فى التخلص من القوى الدينية والإسلامية كلها. الدولة بحاجة إلى استيعاب فائض الطاقة لدى شباب الإخوان ومنحهم فرصة التعبير عن تلك الطاقة من داخل مؤسسات الدولة وليس فى مواجهتها وبعيدا عن العنف والتظاهرات فى الشارع.
القوى الليبرالية بحاجة إلى أن تحول الطاقة الزائدة لديها بالتحرك والعمل فى الشارع والوصول إلى الناس ومخاطبتهم وإقناعهم ببرامجهم ووجهة نظرهم، وطرح خطاب يأخذ فى الاعتبار آمال الناس وأشواقها فى الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، وأن تخفف من غلواء مخاصمتها للدين أو التدين، فالناس متدينون والخطاب المواجه للدين لن يقبله الناس. وكما ندعو الإخوان المسلمين إلى ادخار فائض طاقة الشباب عندهم أن تضيع فى مواجهات عبثية فإننا ندعو القوى الليبرالية والمدنية إلى أن تتوقف عن إشاعة خطاب الكراهية تجاه المتدينين عبر الشاشات التلفزيونية فالنضال الحقيقى يكون فى الشارع وفى وسط الناس.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة