تبقى فى ذاكرة الأمة، علامات وطنية مضيئة لا يمكن أن يمحوها التاريخ، وتظل ثابتة فى ضمائر الأجيال، أقول ذلك وعينى على موقف جلالة الملك عبدالله عاهل المملكة العربية السعودية والذى أكد بموقفه أن العروبة والإسلام ستظلان تتوجان الأمة ضد أى تحديات غربية أمريكية.. هذا الموقف ليس جديداً، فقد عاهدنا السعودية دائماً أن تكون الركن الصامد للعروبة وهل أحد يمكن أن ينسى موقف العاهل السعودى الراحل الملك فيصل الذى ساند مصر فى حرب التحرير الكبرى فى السادس من أكتوبر 1973 وصارت مساعيه ومساعداته لا تمحى من تاريخ مصر وكفاح عروبتنا ضد المستعمر ما فعله جلالة الملك فيصل كان أكبر عون لعبور مصر الحقيقى نحو النصر الكامل ولولا هذه المساندة لبقى نصر أكتوبر ناقصاً.. اليوم يعيد جلالة الملك عبدالله خادم الحرمين الشريفين الموقف الشامخ فى وقت تتزايد فيه التحديات ضد مصر بصورة غير مسبوقة وعلى رأس هذه التحديات موقف أمريكا الأحمق.. الذى يلوح بمقاطعة المعونات العسكرية وتبعها بعض دول أوروبا مثل ألمانيا وهى لا تسعى إلا إلى نفاق أمريكا وكلهم يكيلون الأمور بمكيالين.. اليوم وقفت السعودية أمام هذه التحديات وأكدت أنها ستلتزم بتعويض هذه المعونات الغربية المشروطة التى لا توحى إلا باللغة الاستعمارية.. وها هو أول هذه الالتزامات الإنسانية من ملك السعودية، قد وصلت إلى القاهرة منذ أيام الطائرات السعودية التى تحمل مجموعة من أعلى ما وصلت إليه تكنولوجيا المستشفيات، وقف فى مطار القاهرة السفير السعودى أحمد قطان مع رجال القوات المسلحة المصرية فى استقبال المستشفيات السعودية المهداة إلى الشعب المصرى.. كان السفير أحمد قطان يشع بالإنسانية والصدق ليعبر عن عمق العلاقات.. أحسست أنه يلخص شخصية المملكة العربية السعودية بكل ما تملك من عمق روحانى وتراث دينى وعبق إنسانى لا ينحاز أبداً إلا إلى الحق والعدل والكلمة الطيبة نحو رؤية تنطلق من الإسلام الحقيقى.
القطان أكد فى شموخ أن مصر لها أفضال كثيرة لا تنسى على العالم العربى.. ولن تنساها وأنه آن الأوان لنلم شمل البلدان العربية تحت راية واحدة.. لأن مصر أبداً لم تكن فى يوم من الأيام منعزلة عن شقيقتها السعودية ولا عن أى دولة عربية.. أحمد قطان أحد رموز الدبلوماسية عربياً وعالمياً.. ومنذ استقرت قدماه فى وطنه الثانى مصر ونحن نحس أنه واحد منا، واحد من أهلنا.. يدافع عن أبناء مصر مثلما يدافع عن أبناء السعودية.. تحس أن مصر لديه تحمل عمقاً فى قلبه وتاريخاً وعبقاً غير عادى.. هو حين يتكلم عن مصر تعرف أنه يتكلم عن «وطنه بل عن نفسه هو شخصياً».. قطان حالة خالدة من التواصل الحى بين البلدين على أرقى مستوى.. ينعكس ذلك فى كل تصرفاته وفى أحلك الظروف التى نمر بها فى مصر.. إنه يناقش القضايا المصرية وكأنها قضاياه.. هو يؤكد دائماً ما يدعم مصر بكل أطيافها ويعبر عن حبه بأن مصر استلمت ميراثاً ثقيلاً من الأزمات والتحديات وعلينا جميعاً نحن العرب أن نساندها.. وألا نجعلها رهينة الخيار الغربى الاستعمارى. إن قطان يعبر عن السعودية ويعبر عن حب الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لشعب مصر الذى لن ينسى ما فعله أبداً.. فالمصريون بكل طوائفهم يرون أن ما قدمه جلالة الملك هو امتداد لحب طويل بين الشعبين وأن هذا القرار الخالد قد غير من نظم وتقاليد عالمية.. بل جعل أغلب البلدان العربية الشقيقة تسارع لمساندة مصر.. ثم جعل الخارجية السعودية تقوم بدور عالمى غير مسبوق بل نجح فى تغيير موقف فرنسا وغيرها.. قطان قال بحماس إن خادم الحرمين يؤكد أن كل تصرفاته تتسق مع الإسلام وعظمته وعطائه.