عادل السنهورى

الحلفاء ينفضون من حول «الإخوان»

السبت، 03 أغسطس 2013 09:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإخوان يعيشون حالة مرضية وأزمة مزمنة مع استمرار حالة الإنكار لكل المتغيرات من حولهم سواء وهم فى السلطة أو خارجها الآن، وكل الرهانات التى راهنوا عليها بعد عزل مرسى بالإرادة الشعبية فى 30 يونيو كانت خاسرة وسقط كل رهان راهنوا عليه مع مرور الأيام وإصرار الشعب على استكمال ثورته نحو الدولة المدنية الديمقراطية. هذه هى أزمة الإخوان تحديدا الذين اكتشفوا أن لا أحد هناك الآن معهم حتى «الحليف الأمريكى» الذى قدموا له كل قرابين الطاعة والولاء لمساعدتهم فى الاستيلاء على حكم مصر بعد ثورة 25 يناير. ولأنهم يتمتعون بسذاجة سياسية رفيعة المستوى فقد توهموا أن الصديق الأمريكى سيقف إلى جوارهم بعد أن أزاحهم الشعب من السلطة، كنا نعتقد وهما فى حنكتهم السياسية وخبرتهم التاريخية لكن فوجئنا بضحالة فكرية وإدارية وتدن سياسى مهول، تحول إلى مرض نفسى مع حالة الغرور والاستعلاء والصلف فى التعامل مع الآخر وإقصاءه ولم يتعلموا من درس التاريخ أو الدين الذى تاجروا به وأوهموا الناس أنهم «وكلاء الإسلام» على الأرض.

الكل نفض يديه الآن من الإخوان، والغباء السياسى للجماعة دفع كل من أبدى تعاطفا معهم فى البداية إلى التحول عن موقفه ضد 30 يونيو، فالولايات المتحدة منحت نفسها الفرصة للتراجع مع عدم الإقرار بأن ما حدث انقلاب، وبدأت الإدارة الأمريكية فى التعامل مع الواقع والإعلان صراحة بأن ما حدث رغبة شعبية ساندها الجيش، فجون كيرى وزير الخارجية قالها واضحة وصريحة بالأمس للتليفزيون الباكستانى «إن الجيش المصرى استعاد الديمقراطية عندما أطاح بالرئيس محمد مرسى فى الثالث من يوليو الماضى بعد مظاهرات حاشدة ضد حكمه». والاتحاد الأوروبى ووزير خارجية ألمانيا لم يجدا سوى الاعتراف بالثورة والإقرار بأن مطالب الإخوان فى العودة إلى الحكم مرة أخرى هو ضرب من الخيال والعبث السياسى، وأن الشعب هو الذى يحدد مصيره ومستقبله.

أخشى أن يتحول الإخوان إلى ظاهرة «الهنود الحمر» فى التاريخ المصرى، مع الفارق أن الهنود الحمر كانوا السكان الأصليين فوق الأراضى الأمريكية، وأن تصبح بكائياتهم على الماضى التليد وتاريخ الجماعة وقصة الحكم التى لم تستمر طويلا نوعا من الطقس والفلكلور الشعبى لقصة أغبى جماعة سياسية فى مصر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة