عمرو وجدى يكتب: الواقع الجديد.. ومصير الجماعة

السبت، 03 أغسطس 2013 03:03 م
عمرو وجدى يكتب: الواقع الجديد.. ومصير الجماعة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد قيام ثورة 30 يونيو ، والإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى ، وحرق مقرات جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة ، بالإضافة الى وجود عدد من قيادات الحزب والجماعة داخل السجون كمتهمين بالتحريض على العنف و قتل المتظاهرين وتهم أخرى، ووجود عدد أخر من القيادات مختبئين و مطلوب ضبطهم واحضارهم لنفس التهم المذكورة.

أصبح لزاماَ بعد كل هذا السؤال عن مصير جماعة الإخوان المسلمين التى بدأت كجماعة محظورة ثم تحولت الى جماعة منبوذة من الشعب المصرى ، بالرغم من أنها أتيحت لها فرصة ذهبية لن تتاح لأى فصيل أخر ، ولكن التعنت والغباء السياسى لقيادات الجماعة، واتباع سياسة الاستحواذ والإقصاء والهيمنة للفصائل والقوى الأخرى أسقطها سريعاَ من الحكم ، وسيسقطها أيضا من المشهد السياسى بأكمله لتصبح ذاكرة - غير محببة – تاريخياَ، وستعود مرة أخرى كجماعة محظورة اذا لم تتعلم من دروس التاريخ ومن أخطاء الماضى، ومضت قدما فى اتباع نفس الأساليب القديمة التى شاخت وعفا عليها الزمن.

توهمت الجماعة منذ قيام ثورة 25 يناير ، وانشائها لحزب الحرية والعدالة ليصبح الذراع السياسية لها ( وهو فى حقيقة الأمر ديكوراَ لها ليس أكثر) ، ثم حصولها على الأغلبية فى مجلسى الشعب والشورى، ثم أخيراَ وصول الدكتور محمد مرسى الى سدة الحكم فى يونيو 2012، توهمت أنها دولة داخل الدولة، وأنها فوق القانون ورفضت توفيق أوضاعها وفقاَ لقانون الجمعيات الأهلية ، ولم يعلم أحد شيئا عن أموال الجماعة وميزانيتها أو مصادر تمويلها أو أوجه نفقاتها وكأنها من الأسرار الحربية، فى إشارة واضحة للعبث بالقانون والضرب به عرض الحائط، حتى الرئيس السابق محمد مرسى الذى كان يتغنى بإحترامه للشرعية وللدستور وللقانون، لم يجرؤ أن يطلب من جماعته أن توفق أوضاعها لتصبح قانونية ، ولكن ولماذا العجب فالذى يعيش فى الظلام دائماَ لا يحب النور، فجماعة محظورة طوال ثمانين عاما تعمل وتخطط وتدبر فى الظلام وبعيداَ عن الأعين، من الطبيعى جداَ ومن مصلحتها أن تظل هكذا حتى لا ينكشف أمرها!!

بعد كل هذه الأحداث والتطورات فإن جماعة الإخوان المسلمين تواجه الآن مصيراً مجهولاً ومهددة بالحل، وفقدان الكثير من أفكارها وأنصارها وعلاقاتها الإقليمية، وذلك بعد الفشل الكبير الذي حل بها خلال عام من الحكم الإخواني لمصر، وقيام الشعب المصرى بإسقاط مشروعهم الوهمى الذى يسمى "النهضة" والذى أتضح بعد ذلك أنه مجرد أفكار ليس أكثر.

الواقع الذى فرضته ثورة 30 يونيو وما تبعها من أحداث ، يحتم على قيادات جماعة الإخوان المسلمين أن يعيدوا ترتيب أوراقهم ليكونوا أكثر مرونة فى التفكير ، بحيث يقبلوا هذا الواقع الذى عبر عنه أكثر من 30 مليون مواطن مصرى (فى أكبر تجمع شهدته البشرية)، وهذا يستوجب ايضاَ عمل مراجعة شاملة لأفكارهم القديمة الشائبة التى أثبتت فشلها على مدار سنين طويلة، بالإضافة الى ضرورة ضخ دماء جديدة فى هيكل الجماعة بحيث يتم استبعاد كل القيادات القديمة التى سيطرت ومازالت تسيطر على مفاصلها بكل أفكارها البالية ، وتعيين قيادات شابة من شباب الإخوان فى مناصب قيادية قادرة على قيادة هذه الجماعة بسياسات جديدة واستراتيجيات متطورة بعيداَ عن ثقافة العنف والميليشيات والتخوين واقصاء الأخر.
والأهم من ذلك كله – وقبل كل شىء - هو تقنين أوضاعها بحيث تصبح جماعة شرعية خاضعة للقانون المصرى وتعمل فى النور.
إن على الجماعة أن تبتعد تماما عن العمل السياسى الذى أثبتت فيه فشلا ذريعا والرجوع الى العمل الدعوى الذى بدأت فيه منذ نشأتها على يد مؤسسها الشيخ حسن البنا فى عام 1928، وحتى لا يتهمنا البعض بإقصاء أحد ، فمن يرغب من قيادات أو أعضاء جماعة الإخوان المسلمين فى العمل السياسى فليترك الجماعة لحالها وينخرط فى السياسة عن طريق الإنضمام الى أحد الأحزاب السياسية "المدنية" ، فالطامة الكبرى كانت هى سماح المجلس العسكرى بتأسيس أحزاب دينية بعد ثورة 25 يناير، تفرق بين المصريين وتميزهم على أساس دينى كأحزاب الحرية والعدالة والنور والبناء والتنمية وغيرها، فيجب وفورا حل هذه الأحزاب ، وعدم السماح مرة ثانية بتأسيس مثل هذه النوعية من الأحزاب التى تحولت الى ميليشيات وانحرفت عن مسارها الحزبى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة