سعيد الشحات

هل مرسى ملهمٌ لأنصاره؟

السبت، 03 أغسطس 2013 07:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يصمم أنصار محمد مرسى على عودته إلى منصبه رئيسا، هو يرى أن ظلما وقع عليه، وأنه تم الإطاحة به من السلطة، قال هذا لوفد حكماء أفريقيا الذى زاره ليل الثلاثاء الماضى، الوفد طالبه بتدعيم الحوار بين كل الأطراف، رد بأنه لا يستطيع فعل أى شىء، لأنه لا يتصل بأتباعه، ولا يتواصل مع الإعلام.
حسب أقوال فيستوس موجاى رئيس بتسوانا السابق وعضو الوفد الأفريقى، قام الوفد بالضغط على مرسى بأن يفعل ما فى وسعه لإقناع مؤيديه بتحقيق السلام، لكن مرسى بقى رأيه بأنه لا يستطيع فعل شىء.
حكماء أفريقيا يجهلون حقيقة أن قرار مرسى ليس فى يديه، وإنما فى يد التنظيم الدولى للإخوان وفى يد مكتب الإرشاد، وهو لا يملك القدرة على أن يطالب مؤيديه بالانصراف وترك الاعتصامات، عجزه ليس ناتجا من وجوده فى محبس يحرمه من الاتصال بالناس، وإنما لأن قراره ليس من دماغه، القرار من دماغ مرشد ومسؤول تنظيم دولى وهيئات تابعة لجماعة الإخوان، فى حركة المسؤولين الدوليين الذين يأتون إلى مصر، تتوه الحقيقة بين جماعة لها كيانها وينتسب لها مرسى، وبين تصوراتهم عن أنه كان رئيساً بالفعل يأتى قراره من مؤسسات فى دولة.
هل يمكن أن نعتبر مرسى وهو فى محبسه ملهما لأنصاره؟
هناك زعماء تم سجنهم وتحولوا إلى ملهمين لشعوبهم، هؤلاء دخلوا السجون لأنهم يحملون قضية حقيقية لنهوض شعوبهم واستقلال بلادهم، مازال على أرض الحياة يعيش الزعيم الأفريقى نيلسون مانديلا الرمز الأكبر لهؤلاء الذين دخلوا السجن وخرجوا منها باسمين، كان مانديلا فى السجن وكان فى الخارج حزب المؤتمر الذى ينتسب إليه يقود النضال ضد العنصرية فى جنوب أفريقيا، فى مسيرة النضال الذى استمر سنوات طويلة سقط قتلى ومصابون ودخل معتقلون السجون من أجل الحرية.
مانديلا ملهم بالفعل ليس لأنصاره فقط، وإنما للإنسانية كلها، لأن قضيته كانت قضية للإنسانية فأصبح رمزاً عالمياً، ومن هنا جاء إلهامه، أقول ذلك بعد أن حدثنى أحد أعضاء الجماعة، بأن حديث الإخوان لأفريقيا يأتى فيه تذكيرهم بنضال مانديلا، تعجبت من هذا الربط، وكيف لهم جرأة القول وجرأة المقارنة بين رجل بحجم وقيمة مانديلا، ورئيس كان مستبدا هو محمد مرسى كان ولاؤه لجماعته وليس لمصر.
بعد يوم من حديثى مع الشخص الإخوانى، وقفت من نافذة عملى لأشاهد مظاهرة تأييد لمرسى، المظاهرة خرجت من مسجد مصطفى محمود وسارت فى شارع البطل أحمد عبدالعزيز، ضمت المظاهرة نحو ألفين معظمهم من السيدات، لكن اللافت أنهم بدأوا بهذا العدد، واستمروا كذلك، لم ينضم إليهم أحد، لم يزيدوا، هتفوا ضد وزير الدفاع، غنوا لمرسى بإيقاع ألتراس: «مرسيييييييييييى هو هو» ومع ذلك لم ينضم أحد.
هكذا تتواصل مظاهراتهم، هى لا تكسب أنصارا، يفعلون أى شىء من أجل كسب أنصار يزجون بأبرياء من مذابح مثل الحرس الجمهورى وشارع النصر، يدفعون الأطفال فى اعتصامات، لكن هذا لم يصنع حالة إلهام تتسع رقعتها كل يوم فتضم أنصارا، فماذا؟، أليست هذه قضية تستحق التأمل، فى اعتقادى أنها كذلك لأن هؤلاء لا يدافعون عن قضية عادلة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة