فى طفولتى كانت أشد الشتائم التى وجهت لى كلمة «يا غبى»، وأحمد الله أننى، كما أتذكر، لم أسمعها طوال تلك الطفولة سوى مرتين، واحدة من أبى والثانية من أستاذى، أما التفاصيل فلم أعد أتذكرها بالتأكيد لأن الغباء صفة لا تدعو للافتخار حتى الكلمة نفسها ذات وقع ثقيل الدم، وخلال حياتى رأيت كثيرا من الأغبياء، لكنى أبدا لم أر جماعة كاملة تتحلى بالغباء مثل جماعة الإخوان!
واعتقادى أن سر غباء الإخوان يكمن فى افتقادهم كجماعة وكأفراد إلى روح الإبداع، هم غير قادرين على التفكير الحر والقدرة على التأمل، ومن ثم الاختيار المناسب، إنهم أقرب إلى «الإسفنجة» التى لا يمكننا سوى أن تتشرب ما يقدم إليها وإذا عصرتها فإنها لا يخرج منها، سوى ما تشربته «الإسفنجة» بطبيعتها غير قادرة على الهضم، إذا تشربت ماء لا يخرج منها غير الماء وإذا تشربت زفتا لا تنضح إلا الزفت، وهذا ما كان! وغباء الإخوان أنهم لا يفهمون غير الدروس والتجارب التى عاشوها دون أن يفهموا أن الزمن يتغير، بالعودة مثلا إلى ما أطلق عليها «قضية الإخوان الكبرى»، عندما فشلوا فى اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر عام 1954، وبدأت أجهزة الأمن تطاردهم لمحاكمتهم فقد تساقطوا جميعا وبمنتهى السرعة كالذباب، وكان من بين الأسباب سرعة اعتراف بعض قياداتهم وإبلاغ بعضهم عن البعض، وهو نفس ما حدث هذه الأيام!
وبمنتهى الغباء كرر بعض الإخوان الذين قبض عليهم قبل أيام نفس ما قاله قادة إخوان 1954 صفوت حجازى مثلا باعترافاته السريعة الكوميدية التى قال فيها، إنه ليس إخوانيا وإنه مسالم ولو كان يعلم أن فى اعتصام رابعة «سكينة» واحدة لكان خرج من الاعتصام. لم يخرج عن اعترافات حسن الهضيبى مرشد الإخوان وقتها الذى عندما ذهب إليه الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فى السجن الحربى بعد القبض على ليناقشه فى أفكار الإخوان تظاهر ببراءة الحمل، وقال إن الإسلام لا يدعو إلى القتل، وأنكر أنه حرض على قتل جمال عبدالناصر!
وما فعله الإخوان اليوم من قتل وتخريب وحرق موجود بالحرف الواحد فى كتاب تاريخهم، فبعد القبض على قياداتهم فى 1945 أحبط الأمن المصرى بعد معركة بالرصاص خطة وضعها التنظيم السرى لهم لاقتحام السجن الحربى لتهريب القيادات المسجونة بعد مهاجمة واقتحام مجلس الوزراء على أن يرتدى الإخوان المهاجمون الملابس العسكرية للجيش المصرى، وقد تم ضبط هذه الملابس وضمت إلى أحراز القضية، ولا أظن أن الإخوان استوعبوا درس السنوات.. ولا أعتقد أنهم سوف يستوعبون فى المستقبل القريب.. يقول المصريون: علم فى المتبلم.. يصبح ناسى!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عدلى عبد الباقى السيد
يا غبى يا غبى يا غبى
عدد الردود 0
بواسطة:
الفارس
المغيبون في الارض
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن
- أغلب الإخوان على أعلى درجات الثقافة
عدد الردود 0
بواسطة:
عماد كمال
هل يستحق الإخوان الاعتذار؟
عدد الردود 0
بواسطة:
فاروق صديق
لرقم 3 : الإخوان استولوا على هذه النقابات بقدرتهم على الحشد و باستهانة الأعضاء بالإنتخابات
عدد الردود 0
بواسطة:
Awad
تحيه للاح عماد
احيك علي هذا التحليل الموفق
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال
مقال لايستحق القراءة
مقال لايستحق القراءة
عدد الردود 0
بواسطة:
M.Z
للمره المليون الكتائب الالكترونية رجعت تانى وبقوه وطبعا ده واضح لازم يكون فيه حل امنى للمأ
ههههههههههههههههههههه