أنتظر الرسالة الأسبوعية لمرشد جماعة الإخوان كل يوم أربعاء، فيها استخفاف بالعقول، يصدقها أعضاء الجماعة من باب السمع والطاعة، ويتأملها من هم خارج الجماعة، فى إحدى هذه الرسائل قال صراحة، إن الحكام الذين غضبوا على الإخوان، من عبدالناصر إلى مبارك ابتلاهم الله، واعتبر فى هذه الرسالة أن نصر مصر على العدوان الثلاثى عام 1956 هو من وجهة نظره، هزيمة جاءت لأن عبدالناصر اعتقل قيادات الإخوان عام 1954 بسبب حادث المنشية الذى حاولوا فيه اغتياله، وأن هزيمة 1967 جاءت لاعتقال سيد قطب وآخرين حاولوا معه إحياء التنظيم.
بالطبع يقوم «المرشد» بأكبر عملية تزوير للتاريخ، فجماعته لا تعترف بأنها حاولت اغتيال عبدالناصر بإطلاق الرصاص عليه، بالرغم من كل الوثائق والشهادات التى أكدت قيامها بالمحاولة، ولا تتحدث فى مسألة اعتقال سيد قطب عن تخطيطه وتجهيزه لعمليات إرهابية، أشبه بتلك التى يهددون بها الآن، مثل نسف كبارى واغتيال شخصيات، وشل حركة مرور وغيرها، صدرت جماعة الإخوان نفسها على أنها ضحية، وعاشت فى هذا الثوب عشرات السنين، لكنها الآن تتكفل بمحو هذه الصورة أمام الرأى العام الذى لم يعد يصدقها، فلم تعد ضحية، ولم تعد مظلومة
فى رسالته الأسبوعية الأخيرة أطلق المرشد كذبة جديدة، دعا الضباط والجنود فى القوات المسلحة لعصيان الأوامر إذا جاءتهم بقتل المتظاهرين والمعتصمين، هو يريد أن يمرر مسألة أن هناك أوامر بالقتل للمتظاهرين، وتلك كذبة كبيرة، فالجيش المصرى لم يكن يوما جيشا يقتل المصريين، لم يكن جيشا طائفيا، لم يكن جيشا يباع ويشترى، هو جيش وطنى بامتياز، هو جيش فوق الجماعات والأحزاب والشلل والملل، هو جيش ينحاز إلى الشعب دائما وأبدا، ولهذا يظل رصيده لدى المصريين غير قابل للنفاد، بعد هذا التحريض الرخيص من المرشد، يطلق كذبة أخرى بزعمه أن الفريق السيسى اتفق مع الخارج على عزل مرسى من الحكم، وقال: «غضب الغرب على المشروع الاستقلالى التحررى النهضوى الذى تبناه مرسى، ومن ثم راح يحرض القوى الداخلية عليه، والقوى الإقليمية الكارهة للمشروع الإسلامى، خوفا على عروشهم فدفعوا المليارات لإفشاله». يقول «المرشد» كذبته متصورا أن المصريين بلا عقل، وبلا ذاكرة، فلا توجد علامة واحدة على أن مرسى وجماعته كان لديهم مشروع استقلال وطنى تحررى نهضوى، فمهما يقابل أى نظام من صعوبات، فإن انحيازاته تظهر مبكرا، لم يشعر الفقراء وهم غالبية الشعب المصرى بأن مرسى وجماعته يعملون لهم شيئا، ولهذا خرجوا فى 30 يونيو، و26 يوليو.
الصحيح أن مشروع الإخوان ومرسى هو تبعية كاملة للغرب، هو رأسمالية متوحشة، لا تختلف عن رأسمالية مبارك، هو علاقة مع إسرائيل لا تختلف عن علاقتها مع نظام مبارك، فكيف لهذا أن يكون له علاقة بالتحرر والنهوض والاستقلال؟.
تضحك وأنت تسمع المرشد يقول مثل هذه الأكاذيب، فى الوقت الذى يعرف فيه الجميع تمسك أمريكا بمرسى ونظامه، لأنه بمثابة كنز استراتيجى لها، كيف تصرفت أمريكا على هذه القاعدة، حتى أجبرها الشعب المصرى على تغيير موقفها، ثم يأتى «المرشد» ويتحدث عن أن الغرب هو الذى غضب على مرسى فدفع أموالا فى الداخل من أجل الانقلاب عليه، الأولى بالمرشد أن يقول للمصريين، من أين تأتى الأموال التى يتم إنفاقها على اعتصامى رابعة والنهضة؟.