بشير العدل

أخيرا.. الإخوان قالوا صدقا

الإثنين، 05 أغسطس 2013 11:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التحدى الذى أبدته جماعة الإخوان المسلمين، ومناصرو الرئيس المخلوع محمد مرسى، ضد إرادة الشعب فى تغيير النظام، والتى خرج من أجله فى 30 يونيو، وأكد عليه مجددا فى 26 يوليو الماضيين، ورغبته فى فض الاعتصامات التى نظمتها الجماعة وأنصارها فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة، والتى دعما قرار الحكومة بتفويض وزارة الداخلية للتعامل مع فضها بشكل سلمى، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الجماعة لم تكن صادقة يوما، حينما صدع قادتها رؤوسنا بأنها جماعة دعوية لاتحتكر الدين لنفسها.

فقد جاءت ممارسات الجماعة الأخيرة، والتى ظهرت خلال فترة توليها حكم البلاد، وكانت أكثر وضوحا بعد قيام الشعب بإرادته المنفردة بخلع مرسى من الحكم، بعد أن خرج إلى ميادين الجمهورية بالملايين معلنا رفضه لحكم الجماعة، حيث ظهر ما كانت تخفيه الجماعة تحت عباءة الدين، وظهر وجهها الحقيقى الذى لم تكن لها لتظهره، لولا أنها استشعرت الخطر الذى يهددها ويعيد النظر فى مستقبلها، مابين الفناء، أو البقاء المحظور شعبيا على الأقل.

فى أثناء حكم الإخوان كشفت الجماعة وممثلها فى قصر الرئاسة المخلوع محمد مرسى، عن حقيقة نظام الحكم الجديد الذى أرادت الجماعة، فاشلة، أن تؤصل له فى البلاد، وأرسلت برسائل عدة إلى الشعب، مفادها أن بلادى مصر لا يمكن لها إلا أن تدار بالأمر المباشر، الذى لا جدال فيه ولا نقاش، وتعاملت مع الشعب بنفس منطق تعاملها مع مرشدها العام، الذى يجب أن يقدم له الأعضاء يمين الولاء والطاعة، محذرة من أن الخروج عليه هو خروج على الإسلام، يستوجب التعامل معه وفقا لمنطقها.

فكان نظام حكم الإخوان قائما على أن الرئيس هو صاحب القرار، الذى لا يحتمل المراجعة، ولا حق للشعب فى مناقشته، أو الاعتراض عليه، وعليه أن ينفذه حتى يتعطف الرئيس ويتراجع عنه، إعمالا لمصلحة الجماعة، وليس لمصلحة الشعب.

أرادت الجماعة أن تجعل من الشعب المصرى أعضاء فيها بالأمر المباشر وأرادت أن تجعل من الصوت الانتخابى للمواطن المصرى، عضوية إجبارية فى الجماعة، وأن مرسى هو المرشد العام للجماعة بعد ضم الشعب إليها، ونسيت الجماعة ومرشدها، أن الشعب المصرى هو صاحب السلطة ومصدرها عملا وليس قولا، كما كان يردد مرسى، وأنه الذى كشف أن جماعة الإخوان أكثر دكتاتورية من أى نظام حكم مصر قبلها.

وقد أكدت الجماعة على المعانى السابقة فى اعتصامها فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة، وتعاملت مع الشعب الرافض لها ولنظام حكمها بأنهم "خوارج" على الجماعة بل على الدين ذاته، وأنهم خرجوا على مبدأ السمع والطاعة لمرشد البلاد، محمد مرسى، ولذلك تجب فى نظرها قتالهم ومن ساندهم على الخروج على مبدأ السمع والطاعة للرئيس، ويقصدون فى ذلك الجيش الذى هو بالأساس الدرع الواقى للشعب، ضد أى هجوم عليه سواء من الداخل أو الخارج.

فكانت دعوة قادة الجماعة فى رابعة والنهضة بوجوب قتال الشعب وضرورة التمسك بولاية المرشد محمد مرسى عليه، وهو ما يفسر أسباب ترديدهم بأنهم متمسكون بعودة الشرعية، لأنهم يرون، وقد عميت أبصارهم، أن ذهاب مرسى إلى غير رجعة، يعنى ذهاب الدين.

لم تكتف الجماعة بقتال الشعب وبث الرعب فى نفسه، وتعطيل حياته، ومحاربة الجيش، بل واتهامه بالعمالة والخيانة، وهى اتهامات ليست غريبة على الجماعة، التى تصف كل من يخرج على خطاها وممارساتها اللادينية بأنه خائن عميل انقلابى.

المظاهر التى بدت بها الجماعة أيضا داخل الاعتصامات، من انتهاك لحقوق الطفل، والإنسان عموما، والمرأة، وحرمات المساجد، يؤكد أن الجماعة لم تكن يوما جماعة دينية، لأن كل مظاهر ممارساتها لا علاقة لها بالدين، وتؤكد أيضا أن تظاهراتها ليست سلمية، وأن الإخوان قالوا صدقا بعد تأخير، بعد أن تسلحت بالفعل حتى ولو كان بالرمل والزلط دون السلاح الحى، وأنها قدمت نفسها هذه المرة وبشكل صادق بأنها جماعة إرهاب وتضليل، وهو ما يتوجب اتخاذ كل الإجراءات ضد تلك الجماعة الإرهابية، حفاظا على الدين قبل الدولة.

ومع كل ما سبق فليست هذه دعوة منا لفض الاعتصام بالقوة فى الميدانين، ولكن لابد من التدرج فى مراحل الفض، وإعطاء كل مرحلة وقتها الكافى، وذلك ليس حفاظا على حياة من أعلنوا عن تشكيل مجلس حرب ضد الشعب وجيشه، ولكن حفاظا على المغرر بهم من المتواجدين فى الميدانين، والذين يشكلون العدد الأكبر فى تلك الاعتصامات، ولا ذنب لهم سوى أنهم انقادوا وراء العوز، وشظف العيش.

وهذه دعوة لهم جميعا بأن يعودوا إلى الصواب، وعليهم أن يعلموا علم اليقين، أن الدين الإسلامى أكبر وأرحم من جماعة الإخوان، التى أرادت أن تتاجر به لأهداف دنيوية زائلة، وعليهم جميعا أن يعلموا أن حفظ دم مسلم أكثر أجرا وثوابا عند الله، وأن سفكها أعظم حرمة وإثما عند الله من هدم الكعبة المشرفة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة