البعض يرى أن اقترابى من ميدان التحرير بالنقد يعد أم الجرائم، خاصة بعد انتقادى للجريمة التى ارتكبها بعض الصبية والبلطجية بالميدان مع الشيخ محمود شعبان، وهى الجريمة التى لا يمكن لأى أحد أن يقرها، خاصة أنها لا تختلف كثيرا كما قلت أمس عما يرتكبه المعتصمون من الإخوان ومن يناصرهم ضد مخاليفهم، وبصراحة شديدة استمرار الحال فى ميدان التحرير بهذه الصورة يجعل للمعتصمين من الإخوان والجماعات الدينية فى رابعة والنهضة مبررا للاستمرار فى تواجدهم هناك، بالرغم من رفضنا لأية جريمة ترتكب من معتصمى رابعة والنهضة، وهى الجرائم التى وصلت إلى قطع أصابع معارضيهم، ممن يتواجدون بالقرب من الميادين التى تحتلها الجماعة.
إننا فى حاجة لتحرك الحكومة والجيش وضرورة إخلاء ميدان التحرير، الذى تم احتلاله واختطافه منذ هوجة يناير وحتى الآن من قبل مجموعة من البلطجية والباعة الجائلين، وإذا كنا نرى أن ميدانى النهضة ورابعة العدوية تحتلهما فاشية دينية، فإن الذى يسطر على ميدان التحرير الآن هم البلطجية الذين أغلقوا الميدان بنفس منطق الإخوان، وبدأوا فى اصطياد أنصار الرئيس المعزول والفاشل محمد مرسى لتأديبه وإهانته وإذلاله، كما يحدث فى ميادين الإخوان.
أعلم أن هذا الكلام قد يغضب البعض، ولكن الحقيقة دائما تغضب من تعودوا على الكذب والنفاق وقلب الحقائق، فلا يمكن لأى عاقل أن يقبل أن يتم استغلال حالة الضعف والتراخى التى تعيشها البلاد، ويتم الضغط على النظام الحاكم من خلال احتلال الميادين، وقطع الطرق، وهى أم الجرائم التى يجب أن يتم النظر فيها مرة من خلال تطبيق القانون ضد كل من يقطع طريق أو يحتل ميدان، سواء معارض أو مؤيد للنظام، فهى أم الجرائم، كما قلت قبل ذلك لأنه لا يعقل أن نظل خاضعين لمجموعات ينمو بجوارها البلطجية والباعة الجائلون الذين أصبحوا خطرا حقيقيا يهدد مصر بالانفجار، ومن لا يصدق، عليه أن يقوم بزيارة منطقة وسط البلد وشوارع طلعت حرب ورمسيس وعماد الدين وقصر النيل، ليتأكد أننا أخرجنا أسوأ ما بداخلنا بعد هوجة يناير ومظاهرات يونيو، فلم نرى إلا كل ما يشوه مصر من بلطجة وإهدار للقانون، وهو نتاج الجريمة التى ارتكبتها النخبة منذ أكثر من 3 أعوام، عندما رفضنا تطبيق القانون ضد كل قاطع طريق أو محتل ميدان، والنتيجة أن الفاشية الدينية احتلت رابعة والنهضة، والبلطجية احتلوا ميدان التحرير، ولم يعد هناك أى رادع لهما، ولو اقتربت أى قوة أمنية لتحرير هذه الميادين والشوارع من فاشية الإخوان وبلطجية التحرير، تنقلب الدنيا ضد قوات الأمن وتجد المنظمات الحقوقية تندب وتشجب، بالرغم من أن أغلب من يعمل فى هذا المجال عندما تسأله بشكل فردى، هل أنت مع تحرير هذه الميادين من البلطجة والفاشين الإخوان بالقوة، فإنه يوافق ولكن كلماته تتبدل وتتغير أمام شاشات التلفاز وعلى الفضائيات، وهى جريمة أخرى يجب أن يعاقب عليها، لأن مصر لن تتقدم إلا باستخدام القوة ما دام الحق معها، وبالرغم من أننى ضمن المجموعة التى تخشى سقوط ضحايا إذا تمت مهاجمة الميادين، وهو رأى معلن، وإذا حدث إخلاء للنهضة ورابعة، فإنه من الضرورى إخلاء ميدان التحرير أيضا وبنفس الطريقة التى أخلى بها ميدانا رابعة والنهضة. اللهم احمِ مصر من أشرارها اللهم آمين.
عبد الفتاح عبد المنعم
«رابعة» وكر للفاشية الدينية و«التحرير» وكر للبلطجية
الأربعاء، 07 أغسطس 2013 09:56 ص