تعانى مصر الآن من أزمة هيكلية، بداية الحرب الأهلية الباردة، وليس أدل على ذلك مما حدث مع الكنائس.. والمواطنين المصريين الأقباط، واختطاف لبعض مدن وقرى الصعيد مثل المنيا وديرمواس، وقرية دلجا، حيث تقع هذه الأماكن أسيرة المتطرفين نهارًا وللبلطجية والإتاوات ليلًا، انتقال وباء الإرهاب من سيناء إلى القاهرة، بدءا من محاولة اغتيال وزير الداخلية، وزرع قنابل فى الأقسام والمنشآت الحيوية، يقود الإخوان هذا المخطط بعد فشلهم فى السيطرة على البلاد بالعنف المسلح، والآن يعتمدون على نشر الإرهاب والفوضى فى البلاد حتى يحولوا مصر إلى دولة فاشلة، ويعوقون إنجاز خارطة الطريق.
سبق أن كتبت مقالا باليوم السابع بعنوان: «مستقبل الصراع بين الدولة والثورة»، أوضحت فيه الصراع المكشوف بين أنصار نظام الرئيس الأسبق مبارك والذين يمتطون ظهر ثورة 30 يونيو كجواد «طروادة» للعودة للحكم، ويسيطرون على اتجاهات الرأى عبر الفضائيات والمواقع المملوكة لبعض رجال الأعمال المحسوبين على نظام مبارك، وبلغ العبث مداه بتوجيه الاتهامات «القذرة» إلى قادة ثورة 25 يناير، ومحاولة إنهاء مشروعيتها، الأمر الذى لن يستفيد منه سوى الإخوان المسلمين والإرهابيين، على الجانب الآخر من الصورة يعبث أنصار هؤلاء بالأحزاب والقوى المدنية، ويحاولون ضربها من الداخل، وتشويه صورتها، وتقديم رشاوى سياسية، مقابل إنهاء مكانة الأحزاب المدنية الأساسية مثل المصرى الديمقراطى، والمصريين الأحرار، بعد الإجهاز على البنية الأساسية لحزب الدستور، ورفع أحزاب الجبهة الوطنية والعدل خارج نطاق الخدمة، وبالطبع أحزاب اليسار والأشقاء اليساريون فى الأحزاب الأخرى «لاحول لهم ولا قوة»، والوفد هرول بخبرته التاريخية إلى حيث تكون الكعكة على المائدة!!
الكارثة أن معظم قيادات الأحزاب المدنية الجديدة، خاصة المصرى الديمقراطى والمصريين الأحرار، لا يدركون ماذا يفعلون، وتفرغوا لخلافات عبثية لا معنى لها، ولجنة الخمسين يجرى دفعها إلى فخ المادة 219 حتى تصطدم بمطب صناعى سلفى يعطل اندفاعها، ويتحالف السلفيون مع الأحزاب المباركية، وهناك اتفاق على التحالف معهم ومع أجنحة فى الوفد، سواء تمت الانتخابات بالقوائم أو بالفردى، والتيار الشعبى تم إغواؤه بالرئاسة أو اقتسامها، وللأسف بلع أشقائى الناصريون الطعم، ولخشيتهم من الخداع يطالبون بانتخابات الرئاسة قبل البرلمان، وليس لى من نصائح للأحزاب المدنية والقوى اليسارية سوى قراءة ذلك المقال دون انفعال أو استعلاء، أما الإدرة الحالية فليس أمامها سوى اقتسام السلطة مع أولاد العم المباركيين، والحفاظ على مدنية الدولة بهذا الثمن الباهظ.. أفضل من أن يعود الإرهابيين على أسنة رماح الأمريكيين.. وجدل اليساريين والمدنيين والأقليات حول المادة 219، أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
.............
لعبتك مكشوفة يا خوانى .....بل التحالف مع هتلر اكرم و اشرف من السقوط معكم يا تجار الدين
..............