بصراحة الواحد مكسوف من خيبة وتفاهة معظم الأحزاب السياسية العاجزة عن إدراك طبيعة الأولويات الوطنية، بينما تكتفى بالنضال فى صالات الفنادق وعلى شاشات الفضائيات، للترويج لاجتماع حزبى على مستوى القاعدة أو لاختيار أمين اللجنة الفلانية أو مسؤول المحافظة العلانية، بينما الدولة تخوض حربا شرسة ضد الإرهاب فى سيناء والمحافظات.
لا تفسير لدى لهذا الهوان والاستخذاء سوى أن هذه الأحزاب المشار إليها وهى بالمناسبة موزعة على كل أطياف الأيديولوجيا من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، لا وجود لها فى الشارع، ولا ثقل تملكه عند عموم الشعب المصرى، ولو جينا نشوف قوتهم على الأرض مش هنلاقى عشرين ألف مواطن من التسعين مليون سمعوا بيهم قبل كده.
متى نسمع زعيق وصراخ هذه الأحزاب الكرتونية؟ عندما يتم احتجاز ناشط أو مواطن يشتبه فى تورطه فيما يضر بالشأن العام، عندها تكتشف أن لديك عددا كبيرا من الأحزاب والحركات السياسية، وتندهش من السرعة فى تنظيم الوقفات الاحتجاجية فى الأماكن الشهيرة، ومن كم اللافتات والشعارات المطالبة بالحرية والديمقراطية والشفافية، ومن البيانات النارية الموزعة على بريد الصحفيين، وعلى ثورة شعب تويتر، وفيس بوك ثورة عارمة.
طيب أين أنتم يا أولاد العم من القضايا المصيرية ؟ أين أنتم من الحرب على الإرهاب فى سيناء؟ أين أنتم من قنابل الإخوان ضد أقسام الشرطة بالمحافظات؟ أين أنتم من محاولات الإرهاب تكثيف نشاطه فى الإسماعيلية والسويس، وتهديد الملاحة فى قناة السويس؟ هل تعتقدون أن الجيش والشرطة يمكنهم أن يحققوا النجاح الكامل فى هذه المعركة الوطنية المصيرية دون الالتفاف الكامل من النخب الحزبية والسياسية ودون نشر الوعى فى وسائل الإعلام لتأكيد الدعم الشعبى لجنودنا فى المعركة؟
يرد أحد الهلافيت بطريقة تصيبك بالضغط والسكر: ده واجب الجيش والشرطة ووظيفتهم حمايتنا والدفاع عن حدود البلاد، لا هما محتاجين تشجيع أو تأييد ولا ناقصين نشكرهم أو نقول لهم على واجباتهم!
يا ساتر يارب، ياابن الناس الكويسين، هل هذا سيكون ردك لو انفجرت قنبلة من زرع الإرهاب فيك إنت وأهلك واللى جايبينك كلهم لا قدر الله؟ هل هذا سيكون ردك لو اقتربت الفوضى من بيتك واتحرقت عربيتك واتقفلت أماكن شغلك؟
ياعالم.. يانشطاء.. وياأعضاء أحزاب الفنادق، والله كلنا فى مركب واحد.. وبعدين لازم «تخشوشنوا» لأن النعمة اللى انتو فيها الآن لا تدوم.. مش كده ولا إيه؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة