عندما سألنى أحد أصدقائى غاضبا منذ شهور: «ماذا ستفعلون لو أسقط الجيش مرسى وركب مكانه، هل تنتظرون حكما مدنيا فى القريب العاجل؟»..الحقيقة أن سؤاله لم يكن مباغتا، فقد كنت وكثيرون مثلى نؤيد تحرك القوات المسلحة ضد النظام الإخوانى، وبداخلنا قلق عما بعد سقوط مرسى، وكنا نرد على كل من يهاجم هذا التأييد بأننا لن نتخلى عن حرصنا على دولة مدنية غير عسكرية، الحقيقة أيضا أن سؤاله منطقى، وإن كنت أتخيل سخريته منى الآن، وأنا أرى تلميحات من شخصيات عامة وحملات مجهولة المصدر تدعو الفريق عبدالفتاح السيسى للترشح لرئاسة الجمهورية، وإننى أشم فى تلك الحملات رائحة غير ذكية بها معاداة لخروج المصريين فى الميادين على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، والعودة بهم إلى نقطة ما قبل 25 يناير، وحينها لن يسلم الشرفاء فى هذا البلد من شماتة الإخوان أو عداوة الفلول أو حتى سخرية حزب الكنبة. لن أضيع وقتكم فى جدليات عقيمة حول معنى أن يترشح السيسى للرئاسة بعد ثورة 30 يونيو، فالحقيقة الجلية أنه بقرار مثل هذا سيقضى على كل ما أنجزته 30 يونيو، لا أنكر أن الرجل أصبح رمزا ملهما لكثير من المصريين، لكنه بالنسبة لى قائد نجح فى كسب معركة صعبة تحتاج لقرار كان أشبه بالمستحيل، لكن مصدرا إعجابيا به سيظل مرتبطا بنجاح الرجل فى منصبه كما هو، ولا أطمح بأى شكل فى أن أراه فى القصر، بالتأكيد من حقه كمواطن «وليس كعسكرى انحاز لمطالب الناس وينتظر ردا للجميل» أن يترشح للرئاسة، حينها سيكون فى نفسى ونفوس آخرين شىء تجاه شخص نتوقع أن تمنعه أخلاقه من أن يستغل حب الناس وثقتهم ليصل إلى منصب كهذا، أخشى على السيسى من الغرور والاستسلام للأصوات الملحة «بعضها حسن النية»، أخشى أن يخذلنى وآلاف غيرى وتزل قدمه بعد ثبوتها.. أخشى عليه من الضعف الإنسانى أكثر مما أخشى على نفسى شماتة هذا الصديق وإخوته.. أتوقع من السيسى أن يستمع لصوت العقل فقط ليكمل جميله حقا للنهاية.