تغيرت نفسية المصريين كثيرا. منذ ثورة 25 يناير. لكن التغيير الأكثر والأخطر كان خلال العام الأسود الذى عاشوه تحت حكم الإخوان وهذا التغيير كان له جوانب إيجابية وأخرى سلبية.
وأهم الجوانب الإيجابية كانت أن المصرى عرف قوته. بعد أن كان بلا حيلة ولا حول فى الماضى. عرف كل مواطن مصرى أن فى إمكانه أن يشارك فى عملية التغيير فى بلده. خرج إلى ميدان التحرير وإلى باقى ميادين مصر. وتمكن مع الملايين من التخلص من رئيس حكمه لأكثر من30 سنة وخلع رئيسا آخر إخوانيا ظن واهما وجماعته أنهم أفلحوا فى سرقة مصر من المصريين. ومن جوانب التغيير الإيجابية أيضا أن المصرى الذى كان لا يهتم بالسياسة أصبح له رأيه فى الدستور والانتخابات. أيضا شعر بكرامته وعزته كمصرى ورفض كل أشكال الضغوط الأجنبية وأصبح يلعن «سلسفيل» أبو أوباما وأردوغان علنا وبلا خوف ولا يبالى بالتهديدات التى تأتى من الخارج ورفع صور الفريق السيسى وجمال عبدالناصر فى شوارع مصر!
لكن للأسف كانت هناك أيضا تغييرات سلبية حدثت فى نفوس المصريين وأولها فقدان الثقة فى من يتحدثون باسم مصر ويرفعون الشعارات الكبيرة. وأصبح لديه قناعة داخلية بأن أغلب هؤلاء انتهازيون مكتئبون محبطون لا يريدون سوى مقعد الحكم! ومن التغييرات السلبية التى أصابت المصريين الشعور بالكراهية، تجاه فصيل من أفراد الشعب، صحيح أنها كراهية مستحقة لأن هؤلاء أعلنوا العداء من جانبهم على بقية الشعب المصرى وحاولوا إرهابه بالعنف، فإما أن يحكموه وإما أن يدمروه بالإرهاب والفوضى، لكن طبيعة الشعب المصرى لم تكن تعرف الكراهية والله أعلم متى تزول من نفوس المصريين، وهناك أيضا الاكتئاب والإحباط الذى أصبح طابع حياة المصريين اليوم. الناس يصحون من النوم مكتئبين محبطين، حتى لو لم يكن فى حياتهم الشخصية ما يدعو إلى ذلك، كل مصرى مكتئب من أجل مصر وكل مصرى محبط مما حدث ويحدث لمصر!
لكن دوام الحال من المحال ولا يمكن أن تظل الأوضاع فى مصر على حالها، بالتأكيد الأيام تحمل للمصريين ما هو أفضل وما يستحقونه من حياة مستقرة كريمة رغم الإرهاب الذى نحاربه فى سيناء وفى غير سيناء. الإرهاب لن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء ولن يعيد مرسى أو الإخوان ولا أى نظام فاشى متطرف لحكم مصر أبدا.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
doaa
ظلم كلية حقوق