الكلام عن التيار السلفى فى مصر لا يعنى بالضرورة الكلام عن الدين، لا تسقط فى ذلك الفخ الذى يهوَى مشايخ السلف نصبه دائما لكل منتقد، أو صاحب وجهة نظر مختلفة معهم، لكى يبدو الأمر فى النهاية أن المختلف معهم مختلف مع الدين، وبالتالى خاسر لمعركته قبل أن يعرف حتى أين أرضها.
الكلام عن التيار السلفى الآن كلام سياسى، والكلام فى السياسة يتحمل كل أوجه النقد ولا يجوز معه استخدام سلاح الدين ترهيبا أو ترغيبا، وطالما أن شيوخ السلف والجماعات السلفية قررت أن تلعب على المسرح السياسى المصرى بعد ثورة 25 يناير، فلابد أن يكفوا عن اتهام كل مخالف لهم بأنه ضد الإسلام، ولابد أن يكفوا عن تقسيم الناس إلى فسطاطين كما أسس لذلك محمد حسين يعقوب بعد استفتاء مارس 2011، وقسم مصر إلى فسطاط حق يطيع المشايخ وفسطاط آخر لم يسمع كلام المشايخ.
ولأن التكرار أحيانا يقوم بتعليم الشطار، دعنا نقل مرة أخرى أن الأمر هنا لا علاقة له بالدين أو المنهج السلفى، سواء اختلفنا أو اتفقنا معه، الأمر هنا يتعلق بتيار دينى، قرر أن يخوض غمار اللعبة السياسية بكل تفاصيلها، فليعتقد أهل التيار السلفى ما يعتقدونه دينيا، ويقولوا على المنابر ما يقولون، ولكن يجب عليهم أولا أن يقدموا لهذا المجتمع ما يكفى من الضمانات التى تحميه من استخدامهم سلاح الدين، وما يمكن ارتكابه تحت مظلته، لا نريد من التيار السلفى بداية من جمعية أنصار السنة وحتى العائدون من أفغانستان وإيران، سوى أن يكون بيننا وبينهم عهد لا ننقضه ولا ينقضونه، عهد واضح يضمن التكافؤ للمعركة السياسية، وينحى الدين جانبا عن معارك السياسة، ويضمن الأمان لهؤلاء الذين أفزعتهم تصريحات الشيخ أبوإسحاق الحوينى عن ضرورة جلوس المرأة فى المنزل وفرض الحجاب، أو ما قاله شومان حول أن الليبرالية تعنى أن تخلع أمهاتنا الحجاب، أو ما قاله عبود الزمر عن وجوب دفع المسيحيين الجزية وعدم توليهم المناصب المهمة، أو ما حدث من هدم للأضرحة واحتلال للمساجد فى محافظات مصر المختلفة.
لا نريد من التيارات السلفية عراكا حول الأفكار الدينية، ولا نريد لهم اختفاء فى السجون كما حدث فى عصر مبارك، ولا نريد لهم بقاء سريا تحت الأرض، هم فصيل انتماؤه لهذا المجتمع واضح ومحسوم ببطاقة الرقم القومى وشهادات الميلاد، ومن حقه أن ينزل إلى الحقل السياسى ولكن طبقا لشروط وقوانين واضحة ومفهومة، ولذلك يبقى العهد الذى بيننا وبين التيار السلفى أو أى تيار دينى «مسلم أو مسيحى» قرر أن يشارك فى اللعبة السياسية واضح التكوين والمعالم، ويتكون من نقاط أربع هى كالتالى:
1 – احترام الرأى الآخر ومبادئ الديمقراطية.
2 – احترام الحريات الشخصية وما يكفله القانون والدستور من حقوق.
3 – احترام العقائد الدينية والمذاهب الأخرى.
4 – احترام مبدأ تداول السلطة، وإعلاء شأن صندوق الانتخاب.
هذا هو ما نريده من التيار السلفى، ومن أى تيار آخر قرر أن يصبح جزءا من الحياة السياسية المصرية بعد ثورة 25 يناير أما لماذا التركيز على التيار السلفى وحده؟، لأن شيوخ حزب النور لم يتعلموا من درس الشهور الطويلة الماضية وقدموا أنفسهم كمتحدث أوحد باسم الدين إن هم حضروا أى لقاء أو اجتماع سياسى حضر الإسلام وإن لم يفعلوا غاب الإسلام وحضرت حتمية مواجهة الدولة العلمانية الشريرة، وهى اللعبة التى لم تعد مقبولة الآن، وستصبح مجرمة فى المستقبل. شاء من شاء وأبى من أصحاب اللحى من أبى.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
شكرى عبدالقوى
إناء واحد !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
الأصلع رب السيف والقلم
وهل أنتم إحترمتم هذه المبادىء فى إنقلاب 3 يوليو ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
الحل: فضح مصادر التمويل
عدد الردود 0
بواسطة:
خليجي
يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود محمد
الى رقم 1
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل صدقى
بتنفخ فى قربة مقطوعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أغرب القضايا
أغرب القضايا ( وفى أنفسكم أفلا تبصرون )
عدد الردود 0
بواسطة:
م.ف. راشد
الى الدعوة السلفية و حزب النور
عدد الردود 0
بواسطة:
الرحمه
بديهية مقتراحات الرشديه*التى هي منهج السلفيه*ودائما ما يهدمها الليبراليه وعموم اليساريه
عدد الردود 0
بواسطة:
\.. (من لا يعرف الصقر يشويه ) ..خليك فى النور
العكس هو الصحيح ..انصج أصحابك وأرباب خيانة العهود ؟؟هم أولى