سمعت عزالدين شكرى عضو لجنة المسار الديمقراطى المكلفة بتفعيل البرنامج السياسى للحكومة «مبادرة المصالحة الوطنية» يتحدث لإحدى الفضائيات عن مصالحة الإخوان، وقال كلامًا كثيرًا طيبًا، لكن استوقفتنى عبارة قال فيها: «لابد أن نبحث عن المصلحة، ونطبطب على الجراح»، وتخيلت صدى هذه العبارة على قلوب أمهات الشهداء، سواء ممن قتلهم الإخوان وأزلامهم، أو الشباب الغضّ الذين دفع بهم قادة الجماعة لمواجهة دامية كنا فى غنى عنها، لولا مكابرة القطبيين المتعطشين للدماء، ولو كانوا حكماء لحقنت دماء غزيرة، لكن قاتل الله المكابرة وفُحش الخصومة. ومضى شكرى يبرر «حديث الطبطبة» بقوله: «لو استسلمت للرغبة بالانتقام فلن أتحرك، سأخرج وأشتم من اعتدوا على الحريات، وأتحدث كيف خان الإخوان الثورة والأمانة، لكن هذا لن يحل المشكلة». هذا الكلام ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، والأدهى أنه صدر من رجل يُمثل «حكومة مؤقتة»، ويجب ألا ننسى هذه الحقيقة وسط الأحداث المتلاحقة والمواجهات المتواصلة من قبل «فلول الإخوان» فى شتى أنحاء البلاد، وينبغى أن تُدرك حكومة الببلاوى أن الشعب لم يفوضها لمهمة «الطبطبة» على القتلة والمحرضين والمخربين الذين مازالوا يقتلون جنودنا فى سيناء وشتى أنحاء البلاد.
أسأل السيد شكرى عن هوية المسكون بشهوة الانتقام: هل هو الشعب المسالم الذى يتضرر من تحرش الإخوان المستمر بالجيش والأمن، والتى نصبح ونمسى على أنباء باغتيال جنودنا.
وهل منحك الشعب سيادة المستشار وحكومتك «شيكا على بياض» لتمارس «الطبطبة» للمجرمين، ووصف المطالبين بمحاسبتهم بالرغبة بالانتقام؟ وهل أصبحت مساءلة القتّلة انتقامًا، أم إعلاء لراية «دولة القانون»؟
الشعب المسالم ليس مسكونًا بشهوة الانتقام سيدى، بل من تسعى للطبطبة عليهم، وأخاطبك كمواطن يحق له مساءلة حكومته: كُل من تلطخت يداه بالدماء، ومن تلوثت شفتاه بالتحريض ضد جيشنا وشرطتنا، ومن أكل على «مائدة الدم» فى «رابعة وأخواتها»، جميعهم خارج نطاق المصالحة.
وأخيراً هناك همسة فى أذن «لجنة الخمسين»: قليل من الصرامة مع «حزب النور» الذى كان يرسل أتباعه لرابعة، ويجلس قادته لابتزازكم سياسيًا، فمن يريد المشاركة يقبل بقواعد اللعبة، ومن يُلّوح بالانسحاب ليلاً ونهاراً: «الباب يفوت جمل»، فالدستور يحسم هوية الوطن، ومستقبل الأجيال، ولا يحتمل هذه المهاترات.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن الحديدي
كاتب و إنسان وطني محترم
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى
أفيقوا