شاء من شاء وأبى من أبى، لابد لهذا البلد أن يتحرك للأمام وأن يخرج من نفق ضيق دفعه فيه وإليه، وقاموا بعمل حوائط ضد فى الاتجاه الآخر حتى لا يخرج منه أصحاب المصالح وسدنتهم بالطبع.
آليات أصحاب المصالح لا تجد طريقًا للتطور، فهى مازالت تعتمد على الشللية والسرية، والفزاعات الدولية والتوليح من بعيد، بأن من يحارب لن نقول الفساد.. بل مجرد البقاء على الكراسى هو بالضرورة وبدونها يحارب مصر.. بقول لحضراتكم أيوه مصر؟!
تخيلوا يا سادة يأتى الاعتراض على اللائحة التى وقعها وزير الدولة للرياضة طاهر أبوزيد يتم الاعتراض عليها قبل أن يغلق أبو زيد القلم الذى وقع به اللائحة!!.
سيبك عزيزى القارئ من النية المبيتة.. بلاها مبيتة، خلينا نعرف مرة واحده ليه الاعتراض، وهل لم يعد فى المحروسة من يستطيع أن يدير الأندية اللى تلك المجموعات التى ظلت طويلا تفزعنا بحكاية "سقوط الكيان" عقب رحيلهم؟!.
والله العظيم شبعنا حكاية "سقوط الكيان" برحيل هؤلاء، خاصة وأن الكيانات كلها.. سقطت بسبب طريقتهم فى الإدارة، لكنهم لا يتصوروا هذه الأماكن بدونهم، ولا تلك الكراسى وهم بعيدون عنها.. والأسباب معروفة وواضحة؟!.
هذا الشعب يريد تغييراً، فمن أين له به؟!.
هذا الشعب الذى انكسرت إرادته تحت ضغط "الحاجة" كثيراً، إلى من يذهب.. وهل حضراتكم مش عارفين كان فيه فلوس بمبالغ تتعدى الملايين تصرف على الانتخابات وضمنا "كسر" الصوت، فهذا المواطن قاتل حتى وصل ابنه إلى حفل التخرج، لكنه لم يجد له عملا، فما المانع أن تذهب إليه "الشلة" بفرصة عمل هى حق أصيل له.. لكنه "مخطوف" ومكانه "درج" الانتخابات، حتى إذا أنعموا عليه بالفرصة فازوا بصوته، مقابل فرصة عمل هى حق أصيل له، إنما لابد أن يكونوا أصحاب الفضل!.
هذه الأسرة تريد أن تفرح، لديها ابنة تحولت إلى عروس.. وهو يوم المنى للأسرة، لكن "الشلة" التى تحكم قبضتها على الأندية ومصر والبيزنس تظهر فجأة لأن الأسرة لايمكنها تجهيز "العروس" فما المانع أن يخرج من "درج الشلة" ثمن صقم أنتريه، أو حجرة سفره على ما قًسم.. وبدلأ من حرية الصوت، مزيد من الاقتراب من أخذ ثمن الصوت من أفراح وأوجاع المصريين ليظل أصحاب الفضل "الفسده" على كراسيهم ينعمون!.
نماذج كثيرة لكسر الإرادة، وتوجيه الأصوات، خاصة الطبقة الوسطى التى تشكل أغلب عضويات الأندية الرياضية، فيما يشبه حملات الزيت والسكر لكسر إرادة الناخبين ولا.. إيه.. رأيكم.. مش كده برضه؟!.
بكل تأكيد عندما يطالب أبو زيد كوزير للرياضة ومواطن تربى على حساب هذا البلد، أن تتم مراجعة الميزانية من أصحاب المال يعنى "الجمعية العمومية" لمدة يوم كامل، ثم يصبح التصويت ممنهج وعبر صندوق شفاف.. يما يعنى أن عضو النادى سيراجع الميزانية التى هى خالص أمواله، بل وسيقول كلمته مكتوبة شفافة، بدلا من موافقون موافقة بالأيدى، والفرحة بعدم اكتمال الجمعية التى كنا نود أن يجرمها القانون، بدلا من تجهيز الشربات فرحاً بتمكين الفساد؟!.
أيضًا عندما ترفع اللائحة سن الشباب إلى 35 سنة بدلا من تحت الـ30، التى كانت تأتى أحياناً بمن يدفع المجلس فى ظل اختيارات من أبناء المقربين من "الشلة". وكأنهم ذخيرة لاستمرار الشلة، ثم يصبح من حق فوق السن بعد الـ35 سنة.. يعنى طاهر أبو زيد يريد أن يحرك الجمعيات العمومية نحو الحرص على مصلحتها.. ليه بقى إنشاء الله.. هى الجمعية العمومية هاتعرف مصلحتها أكتر من بتوع "سقوط الكيان"؟!.
أبو زيد يريد أن يعطى فرصة للجمعية العمومية لمراجعة مراقبة الخدمات، يعنى كل عضو ياخد حقه فى المطعم والصالة والأماكن التى يؤجرها من هم قريبون من "الشلة" لأ.. والنبى.. ما نقِص غير كده؟ !.
أبو زيد كمان عايز لجنة تحدد حجم إنفاق الأموال كدعاية انتخابية، وجعل تكافؤ الفرصة منهج.. لأ.. وإيه ده كمان قال: الأندية اللى تزيد عضويتها عن 20 ألف لازم تدير الانتخابات فيها لجان مؤقته "محايدة"، بدلا من سيف الحياء فى بقاء الشلة لإدارة الانتخابات، وكمان تكون الانتخابات بإشراف قضائى كامل.. يا لهوووووى.. هو فاكر نفسه مين أبو زيد الهلالى.. يعنى لا تفويت، ولا حواديت، ولا تزبيط.. مش كفاية الصندوق الخشب بقى ليه جنب أو أكتر زجاج مالك يا عم أبو زيد؟!.
فى كل الأحوال المواجهة قادمة لأن المصالح كثيرة.. وفى ظل اختفاء حمرة الخجل من على أرفف محلات المحروسة، نتمنى أن نجد دولة تجادل أن تمشى للأمام، دولة تحاول أن تمشى للأمام، دولة لو حرص أى عضو فى "شلة" أن يعيقها ويذكروه بكل خطاياه دون تهديد، لأن القادم لابد أن يكون أفضل.
أيضًا يجب أن نوضح لك عزيزى القارئ أن نموذج الأندية المصرية غير معروف وليس له مثيل فى العالم.. بمعنى أن كل الأندية تنتخب مجالسها من بين أصحاب الأسهم، وأتحدى أن يجدوا للأندية المصرية مثيلا، لأنها من بقايا الاستعمار الإنجليزى فى الهند ومصر.. والحمد لله أنهم لم يكتبوا عليها حتى رحلوا: ممنوع دخول المصريين والكلاب.. كما كتبوا فى الهند.. ولعل القادم بكل تأكيد سيكون أفضل، فلا داعى لفزاعة الأوليمبية الدولية، التى لو وضع أمامها ما يحدث لأكدت أن الكيانات المصرية لن تسقط، حتى لو كانت مريضة مع هؤلاء فإنها لن تموت.
أقول أيضاً، وقبل أن تنتشر الفزاعة.. لن يذهب بعيداً هؤلاء الذين يتولون الآن شحن "جماعاتهم" من أعضاء الجمعيات العمومية.. كان غيرهم أشطر.. لأن الجمعية العمومية لنادى مصر العظيمة التى هى الشعب كله.. أو جله سترفض أن يبقى هؤلاء.. حتى لو اضطرت حكومة الببلاوى أن تطالب السيد وزير الصناعة بأن يصدر تعليماته بصناعة كراسى من مادة "تيفال" وتوريدها للأندية والاتحادات حتى لا يلتصق الأعضاء بالكراسى!!.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة