مثل كل الأطفال يعشق «يحيى» ابنى «البونبون» بكل أنواعه، يطلبه فى كل وقت ويأكله بكل الأشكال والطرق.. «مصمصة» جائز، «استحلاب» يجوز، «قرقشة» لا مانع.
يحيى أصلا هو وحش «البونبون» جاهز دوما للتعامل مع هذه الحلوى التى كنا نطلق عليه نحن أهل الأرياف فى الماضى «كرملة» بأى شكل من الأشكال، ولكنه يملك من الذكاء والحكمة ما يجعلانه قادراً على إدراك المعلومة القائلة بأن كل «حباية» «بونبون» لها آخر، يفهم جيداً أن كل «حباية بونبون» عمرها مؤقت وتعيش معه فاصلا من الذوبان تتلاشى منه بعده وتبقى بعض من آثارها الكارثية متمثلة فى «تلزيق» و«عك» وإنذار مؤجل بتسوس ووجع الأسنان.
هذه قصة يحيى مع «البونبون» ولكل قصة هدف، والهدف يا عزيزى هو إخبارك أنه فى الوقت الذى أدرك فيه طفل لم يصل بعد عامه الرابع حقيقة «البونبون»، هناك عجوز مصرى اسمه أحمد شفيق فى السبيعنيات من عمره لم يدرك بعد أن «البونبون» ينتهى عمره الافتراضى بعد فترة قصيرة من «الاستحلاب».
شفيق أو رجل «البونبون» لم يفهم الآن أنه كان مجرد «حباية بونبون» من النوع الهش والردىء الذى يتلاشى بسرعة بعد فترة قصيرة من «الاستحلاب السياسى»، والسيد شفيق تم استحلابه ومصمصته سياسياً ليس مرة واحدة أو اثنتين بل خمس مرات فى أقل من 3 سنوات، وفى كل مرة يكتشف الجمهور أنه لا يناله من الفريق شفيق سوى «العك» سياسياً، و«التلزيق» عقلياً، ونخر السوس فى عظام البلد وعقول شبابها مستقبليها بسبب حالة الطفح الفكرى التى تطارد المصريين مع كل إطلالة سياسية أو إعلامية للفريق شفيق.
تستدعى كل مخزونك من الشفقة و«الصعبنيات» وأنت ترى رجلاً فى هذا العمر وهو يصمم على تحويل نفسه إلى مادة للسخرية والنكات، وتستدعى مع ذلك كل خبراتك الاجتماعية والنفسية فى محاولة صعبة لفهم سر إصرار رجل لا يجيد تركيب جملة سياسية واحدة على تصدير نفسه للمشهد السياسى كزعيم وقائد ومرشح جاهز للنجاح فى أى انتخابات رئاسية مقبلة.
شفيق الذى فشل فى إقناع الناس بأنه قدم لمصر أكثر من إعادة تجديد مطار القاهرة فقط، ثم فشل فى إنقاذ نظام مبارك من الإنهيار حينما تم استدعاؤه، ثم فشل فى تقديم أوراق اعتماده كرئيس وزراء محترم، ثم فشل وهو الرجل الذى يقول على نفسه سياسيى محنك أن يصد أو يرد أمام علاء الأسوانى فى برنامج تليفزيونى، ثم فشل فى انتخابات الرئاسة رغم مواجهته لمرشح جماعة يكرهها الجميع، ثم فشل فى أن يضرب مثل الشجاعة والمواجهة وهرب إلى الإمارات، ثم فشل فى أن يقنع الناس فى كل الحوارات التليفزيونية أنه قادر على تكوين جملة سياسية أو عربية واحدة مفهومة وأصبح يحتل المركز الثانى بعد محمد مرسى فى مسابقة السياسيين الأكثر قدرة على إضحاك الناس وتسليتهم بالهرتلة السياسية التى تتيح فرصة إنتاج المزيد من الإفيهات والنكات عن شخصيتهم.
شفيق يحاول مثله مثل غيره من المرتزقة تصدر مشهد 30 يونيو كبطل الثورة المغوار، ويتحدث دون أن يدرى أن الزمن قد تخطاه عن احتمالية ترشحه للرئاسة، دون أن ينتبه فى كلامه خلال الحوار أن مصر لا يمكنها أبداً أن تنتخب رجلاً هرب من مواجهة الإخوان فى وقت دفع العديد من الشباب أرواحهم مقابل تخليص مصر من طغيان مرسى وفشله، ثم حاول أن يصدر للناس صورة شفيق بطل الثورة متحدثاً عن اتصالاته لعتاب وزير الداخلية على ما حدث من تعذيب أمام قصر الاتحادية لتخونه ذاكرته أو كذبته، حينما يكشف له الناس أن اللواء محمد إبراهيم لم يكن فى منصبه خلال هذا الحادث. مصر لا تحب الرجال الذين يستوعبون دروس الزمن، وشفيق تلميذ خائب لم يتعلم من تكرار الحوادث ومن تاريخ محمد مرسى ولم يفهم أن الشعب المصرى لن يسقط مرة أخرى فى فخ اختيار رئيس من رحم الأنظمة الفاشلة، أو يكرر غلطته باختيار رئيس تتحول خطبه وتصريحاته إلى مواد للسخرية وصناعة الإفيهات والنكت بدلاً من تحولها إلى خطط وبرامج تصنع المستقبل.
«مستر» شفيق خليك فى الإمارات، وحاول أن تتعلم فضيلة الصمت، فلقد مللنا السخرية، ولم يعد فى أوقات فراغنا ما يسمح لاستهلاكه فى البحث عن مكمن «الإفيه» فى عبقرياتك الفذة وكلماتك المبعثرة التى تنثرها علينا كلما حاولت أن تطلق تصريحا عنجهيا أو غير.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
هوه كل واحد ركب طياره يبقى ضربه جويه - ممكن مثلا رايح يعقد صفقة بنبونى او غسيل اموال
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي محمد حسنين
المؤامرة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري مغترب
هل هذا ما تعلمته وعلمته لإبنك... واآسفاه ؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
علاء
لايا حبيبى
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
اللى أنت بتعمله ده غباء منك مش أكثر زيك زى الأخوان بالضبط أيها الكاتب ..
عدد الردود 0
بواسطة:
باسم موسي
رد للنكرة الذي يعلم ابنه الحماقة ويورثه سوء الأخلاق - كلاكيت تاني مرة!
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الى 3 - طبعا انت مغترب كيف تحس وتشعر بالمواطن المحروق دمه 32 سنه - كفايه عبط
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
د مى
رجل راقى
عدد الردود 0
بواسطة:
باسم موسي
الي السيد المحترم صاحب التعليق رقم 5
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالرحمن فؤاد
فقط اين الاحترام