ماذا يعنى أن يصدر مركز أبحاث فى لندن يديره متطرف إسلامى، قائمة بأبرز السياسيين وقادة الجيش والإعلاميين فى مصر، مطالبا بمحاكمتهم، أمام ما يسميه بالمحكمة الشرعية؟
معروف أن مدير المركز هانى السباعى، المطلوب على ذمة عدة قضايا فى مصر والهارب بصورة غير شرعية، انتهى به الأمر إلى دخول جنة اللجوء السياسى فى إنجلترا، دون أن يسأل أحد عن الفاتورة التى دفعها هذا السباعى مقابل منحه اللجوء فى عز انتفاضة أوروبا والولايات المتحدة ضد الإرهاب.
ومعروف أن المراكز البحثية التى تنتمى للتيار الإسلامى فى أوروبا والولايات المتحدة، ليس لدى القائمين عليها سوى خيارين، إما أن يعملوا وفق توجيهات المخابرات فى تلك الدول وتنفيذ ما تريده فى الوقت الذى تريده، أو الإغلاق والتشريد والتعفن فى سجون شبيهة بجوانتنامو.
ومن الغريب أن السلطات البريطانية لم تحرك ساكنا أمام هذا التحريض الصريح على القتل والاستهداف بحسب القائمة التى وضعها هانى السباعى والتى تضم 37 شخصية مصرية بارزة، والتى تخالف- بحسب فحواها- كل التصاريح القانونية التى يمكن أن يعمل بمقتضاها مركز للأبحاث.
إذا وضعنا هذه المؤشرات فقط إلى جوار بعضها، نكتشف على الفور أن المدعو هانى السباعى يدعو إلى تحريض سافر لاغتيال الشخصيات الواردة فى قائمته، وأن هذا العمل الإجرامى يتم تحت بصر وسمع الأجهزة البريطانية، إن لم يكن بتوجيهها، الأمر الذى يعنى أن الضربات الموجعة التى يوجهها الجيش للإرهاب فى سيناء والنجاحات التى تحققها الحكومة الانتقالية بالمضى فى خارطة الطريق وتعديل دستور الغريانى والاتجاه بقوة للانتخابات البرلمانية والرئاسية، يشعل الغضب الغربى الأعمى ويدفعه إلى توظيف العناصر الإرهابية لإجهاض التجربة المصرية.
الخطير فى الأمر، أن الغرب الذى صنع الجماعات الإرهابية وفى مقدمتها الإخوان والقاعدة كان أول ما انكوى بنيرانها، وها هو يعيد الكرة من جديد ويعيد تسمين الذئاب فى بيته ويعطيها حرية الحركة، لكننا سنسمع قريبا عن انتفاضة الذئاب ضد هذا الراعى الأحمق، ولن نستطيع التعاطف معه عندئذ أو مساعدته على النجاة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة