اللهم أنت خلقت الأرواح وأنت تملكها
بيدك تسعدها وبيدك تفنيها وتشقيها
القرب منك سعادة أزلية
والبعد عنك عذاب سرمدى
عطاؤك أعذب عطاء وأهنأه
كل شىء وفكرة وخاطرة وخلجة بيدك
فجد علينا بأنوار رضاك
وانفحنا نفحة تسكر أرواحنا بتجلياتك القدسية
ترفعنا إلى أعلى عليين
اجذبنى يا ملك السموات والأرض و ما لا أعلم إلى حضرتك
لأسكن فى بحر أنوارك اللانهائى
ليذوب عشقى فى أنوار بحار جودك القدسى
وأسجد سجودا سرمديا
شاكرا نعمة القرب من الرحمن الرحيم
وأسبح وأشدو بنعيم القرب
وتسيل دموع المحب القريب من المحبوب
متغنيا بجماله
مدركا كماله
راكعا وساجدا لأنوار قربه
إلهى الوجود أنت
وكل ما فى العوالم يشهد بكمال قدرتك
وإبداع صنعتك
فكل ما فى الوجود من جمال هو منك
وكذا الكمال هو فعلك
كل آياتك خفية لكن جلية
تراها عين المحب العارف
وتعمى عنها عين المنكر التالف
فالمحب العارف سار على صراط الحب بالحب
كله ينادى محبوبه «قربنى ولا تبعدنى وخذنى إليك منى»
فيأتى النداء من سماء قلبه
سر على خطى الكامل المحمدى
فكل فعله نور
وكل قول منه يأتى بالسرور
ويقتل الكبر والغرور
ويقود العبد إلى بوابة النور
ثم إلى مدينة النور
حيث الفردوس والحور
حيث الخلود مع أهل النور
فى معية رب الوجود ملك الملوك الرب المعبود
ربى جد على بنظرة تنقذنى من أهل التراب الأعمى
يا جواد يا كريم.