لن ينسى الشعب المصرى وقفة الأشقاء فى السعودية والإمارات والكويت بجانبه فى فترة المخاض التى يعيشها بعد ثورتين، إحداهما ضد الفساد والتوريث والاستبداد، والثانية ضد الإرهاب والاستبداد الدينى والعمالة للخارج.. ولن ينسى أيضًا المواقف المتخاذلة والمؤامرات التى تحيكها دويلات وكيانات عربية أقل من أن تذكر، تظن فى نفسها القدرة على لىّ ذراع مصر العظيمة، أو مساومتها فى لحظة التحول على أمنها واستقلالها لقاء شحنة غاز أو حفنة دولارات.
كما لن ينسى الشعب المصرى فى أى لحظة إيمانه بوطنه، وبقدرته على مواجهة الاستعمار الذى يتلون ويتخذ مع كل حقبة شكلاً جديدًا وخطابًا جديدًا دون أن تتبدل فحوى مؤامراته، أو تتغير أهدافه عن احتواء الإرادة المصرية، والسيطرة على طموحات شعبنا، ووأد تطلعاته إلى ما يستحق من مكانة.
الأيام الأخيرة فقط حملت مواقف كاشفة لأطراف عربية ودولية، أسهمت جميعها فى توضيح الصورة أمامنا، وإضاءة مواطئ أقدامنا، منها مثلاً تحركات قطر بشأن الشريحتين الثانية والثالثة من وديعتها الدولارية لدى البنك المركزى، والمقرر أن تحولها إلى سندات، بفوائد من أعلى الفوائد بين التعاملات المالية للدول، الأمر الذى أدى إلى رفض البنك المركزى الشروط القطرية، وإعادة مليارى دولار إلى الدوحة، وفى المقابل جاءت وقفة الكويت الشقيقة بإيداع 2 مليار دولار فورًا فى البنك المركزى دون فوائد، وإعلان روسيا بوضوح نيتها مساعدة مصر لاستعادة الاستقرار والنهوض الاقتصادى، وترافق مع ذلك توجه حكومى واعٍ بالتوجه إلى أفريقيا لفتح أسواق جديدة، ودراسة تشغيل آلاف المصانع المعطلة، وتقليص المصروفات الحكومية بمراجعة مخصصات المستشارين والخبراء.
المهم أن مصر قررت أن تخوض بصلابة وذكاء حربها على الإرهاب، وعلى الاستعمار الخارجى وذيوله العربية والإقليمية، وعلى دعاة الفتنة لتقويض الاستقرار الداخلى، والحمد لله أن المسؤولين عندنا يكسبون معاركهم على كل الجهات بإصرار وصمت المؤمنين، ولا تزعجهم طنطنات الأعداء المكشوفين!