أسألكم أن تسألوا أنفسكم.. ما هو التاريخى فى إصدار حكم بحل جماعة «محلولة» أصلا؟!.. السؤال ليس استنكارياً أو نوعاً من الرفض لصدور حكم قضائى بشأن وضع إعادة صياغة وضع قانونى لتنظيم الإخوان، فى الأصل لا يوجد بين العقلاء من يرفض عمل الأحزاب والجماعات وفق قوانين الدولة المصرية وأطرها العامة، وتبعا لذلك لن تجد عاقلا يرفع راية الرفض فى وجه حكم هدفه الأساسى منع أى عمل سرى أو نمو أى تنظيمات أوحركات سياسية بعيداً عن الهيكل التنظيمى والقانونى الذى وضعته الدولة وارتضاه الشعب..
وفى صفوف العقلاء أيضاً لن تجد واحداً منهم مبالغاً فى استقبال الحكم وتصويره على أنه تاريخى أو عبقرى أو عظيم أو منتهى منحنى مواجهة الإخوان والخلاص من إرهابهم وتهديداتهم، فلا تنظيم الإخوان أو أى تنظيم آخر قائم على فكرة البحث عن السلطة يختفى أو يتلاشى بمجرد صدور حكم قضائى، ولا التجربة الزمنية أثبتت لنا أنه بالأحكام القضائية المجردة يمكننا الخلاص من الإخوان أو غيرهم، وبالتالى أى حكم قضائى غير متبوع بخطة قانونية وفكرية وثقافية وسياسية لمواجهة التنظيمات السرية والإرهاب والأفكار التى تشجع العنف يمكنك أن تعتبره مجرد ورقة يمكنك «بلها» وشرب مائها إن أردت!!
هذه القاعدة أقولها لك حتى لا تكون أحد «العبيطين».. هل تريد أن تعرف حكاية العبيط؟!.. تعالى أخبرك
بعد صدور حكم حل جماعة الإخوان ولم شملها مجددا على لقب المحظورة، ظهر على سطح الأحداث فى مصر نوعان من الكائنات العبيطة.. الأول عبيط يرى أن حل الجماعة هو مشهد النهاية السعيدة للحدوتة، الذى ستختفى من بعده تهديدات الإخوان والأعمال السرية للتنظيم والأفكار المتطرفة لرجاله، أما الثانى فهو أعبط من العبيط «الأولانى» لأنه يرى أن صدور قرار بحل الجماعة لن يؤثر على الإخوان إطلاقا لأن الإخوان كما يقول هو جماعة ربانية لا يمكن أن يؤثر على مستقبلها وتماسك تنظيمها قرار بشرى.
وما بين العبيط الأول والعبيط الثانى تتوه الحقيقة الأهم التى تقول بأن أى حظر لأى تنظيم إن لم يتبعه تحرك فكر وسياسى وثقافى يتحول إلى سراب من هذا النوع الذى يحسبه الظمآن ماء، كما تقول الحقيقة أيضا أن الساخرون من أحكام حل وحظر الجماعة وجب عليهم ألا يسخروا أو يستخفوا أبداً بأحكام الحل والحظر الشعبية التى أصدرها المصريون فى شأن الإخوان.. حظر الخمسينات والستينات كان سلطويا يجوز التحايل عليه وفقا لما يتيحه القانون من ثغرات وتوفره الصفقات والمواءمات السياسية، أما حظر 2013 منطوقه حكم محكمة ولكن جوهره شعبى يستدعى من الإخوان تقديم مايلزم من اعتذارات ومراجعات إن كانوا يبحثون عن العودة إلى الشارع السياسيى المصرى.
كلمة أخيرة:
1 - لو أنك الآن ترى فى كل طفل أو شاب أو عجوز يرفع إشارة رابعة الصفراء فى وجه الناس نوعاً من أنواع الشجاعة.. من فضلك ارجع عشر خطوات للخلف واعترف بأن كل من وصفتهم من أبناء مبارك بالجهل والهطل لأنهم يرفعون صورة المخلوع هم أيضاً شجعان.. العدل حلو.
2 - السادة فى أروقة السلطة المصرية داخل الحكومة والمجلس العسكرى والرئاسة.. هل قررتم بالإجماع تمضية الوقت داخل قصور السلطة فى إصدار قرارات دون أن تلحقوها بمسودات أو تقارير توضح كيفية تنفيذها أو متى سيتم تنفيذها مثلما هو الحال فى أمر الحد الأدنى والتسعيرة الجبرية..