محمود العسقلانى

السقاء إبراهيم محلب

الجمعة، 27 سبتمبر 2013 05:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يختلف عم صديق السقاء الذى كان يملأ الزير وأوانى بيتنا العتيق بالماء من الحنفية العمومية فى منطقة الصاغة القديمة بمدينة اسيوط قبل 40 عاماً – عن السقاء الوزير إبراهيم محلب من حيث التكوين الإنسانى والروح الجميلة التى تجبُر بخاطر الغنى والفقير على حد سواء.. كان عم صديق يتقاضى شهرية من بيوت الشارع من الفقراء والأغنياء 20 قرشاً كان يبدأ ببيوت الغلابه وينتهى ببيوت الميسورين – عم صديق كان يدخل البيت ينادى بصوته الجميل ياااا ساتر وحدوا الله – دستور يا أهل الدار، وكم كان يشدوا مادحاً فى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك حتى ينبه السيدات فى البيت ليسترن أنفسهن وكان ينظر فى الأرض طوال وجوده فى البيت الذى يستسقيه كان أميناً يدخل البيت فى غير وجود رجل محرم لا ينظر لمحرمات.. الجميع يثق فى أمانته وتدينه الفطرى – عم صديق السقاء نبيل المقصد كالسقاء محلب مخلص فى عمله- كلاهما يؤمن بقدسية الرسالة التى يؤديها بحب وإخلاص شديدين- ربما يختلف السقاء عم صديق الذى كان ينقل الماء بفنطاس محمول على عربه كارو وقربة مصنوعة من جلد البقر- عن السقاء محلب من حيث ضخامة المهام الجسام وحجم المسئولية للأخير، والذى يدير عموم حنفيات البلد الساقية لأكثر من 90 مليون نسمة- من خلال محطات المياه والمواسير الضخمة.

كان عم صديق عليه رحمة الله يحكى عن أحلامه قبل صلاة الفجر وكونه كان يرى الرسول فى المنام يسقيه بيده الشريفة شربة ماء لا يظمئ بعدها أبداً وكان يقول- إن عمله فى سقاية الناس لا يختلف عن رسالة شيخ الأزهر، كان حينما تشتد برودة الشتاء يستدفئ بذكر الله والصلاة على رسول الله كان صوفياً منير الوجه دائماً، وأحسب أن السقاء المودرن محلب قد بلغ من الرسالة مبلغاً حينما وقف أمام محبس المياه فى الجيزة حتى الثانية صباحاً ليطمأن بنفسه أن الناس سوف تصلهم المياه عند يقظتهم مع الصباح الباكر، وحينما اتصلت به لأحييه على حركته واشجعه على ميدانيته قال لى – هذه رسالة عظيمة وأمانة كبيرة لابد أن أتحملها بحب لأن كل مواطن استيقظ فوجد الماء فى الحنفيه حصلت بسببه على ثواب أدعوا الله أن يبقيه لى فى أخرتى، واشهد أن المهندس إبراهيم محلب من الوزراء الحركيين الميدانيين الرائعين الذين يقدمون طريقة جديدة فى العمل الحكومى – لا يفضل محلب رابطة العنق الخانقة والملابس الكلاسيكية فى العمل – هو وزير كاجول ينتمى لمدرسة الوزراء الميدانيين كارهى أركان المكاتب المكيفة. غادر القاهرة إلى أسوان فى حركة مفاجأة – يفعلها كل أسبوع يسافر إلى محافظة بعيدة حتى يطمأن على سير العمل بنفسه وحتى لا يترك القيادات الوسيطة تنقل له معلومات غير دقيقة وحتى يتعودون على الحركة بعيداً عن مكاتبهم – فعلها مع عدد من المحافظات كان أخرها الإسكندرية وأسوان، ومن أسوان إلى مالى دون استراحة- تحدثت مع الوزير محلب قبل أيام وكان فى دولة مالى فى لقاء يجمع عدد كبير من رؤساء الدول الأفريقية بهدف تسويق شركات المقاولات المصرية فى أفريقيا، وقال لى لابد أن نتجه جنوباً لأن أفريقيا اقتصادها واعد وقابل للنمو، ومن العوامل المساعدة للمهندس محلب فى مد جسور التعاون مع أفريقيا أنه يجيد الفرنسية بطلاقة مما يسهل عليه التواصل مع الزعماء الأفارقة.
........................
- سبق أن كتبت سلسلة من التحقيقات بصحيفة العربى- قبل الثورة ضمن سلسلة تحقيقات سنوية عن موضوع ما - كنت أختاره لأبحث فيه بعمق وبموضوعية حتى أننى حينما كتبت تحقيقات عن أزمة المياه وطرق حلها أنصفت الوزير إبراهيم سليمان الذى حصل على حكم ضدى فى قضية سب وقذف- حبست بسببه، ولعله من الأهمية الإشارة إلى معلومات بالغة الدقة حول إنفاقات حكومتى عبيد ونظيف على مياه الشرب والصرف الصحى، وقد بلغ حجم الإنفاق بداية من 2002 وحتى 2011 ما يقترب من 41 مليارا و400 مليون جنيه على مشروعات المياه لإنتاج 11 مليون متر مكعب فى اليوم كما جرى إنفاق 43 مليار جنيه لاستيعاب 9 ملايين متر مكعب صرف صحى يومياً غير أن سوء الإدارة والتخطيط تسببا فى عدم تحقيق الهدف المبتغى من الإنفاق الكبير 11 مليون متر مكعب مياه فى اليوم و9 ملايين متر مكعب صرف يومياً – أنفقنا الأموال ولم نحصل على الماء، لدينا 12 مليون مشترك بشكل قانونى وحوالى 3 ملايين يحصلون على كامل احتياجاتهم من المياه بطرق غير قانونية – نحن ننتج 22 مليون متر مكعب يومياً ولدينا متاح من الكميات الفائضة ما يمكن ضخه فى الشبكة العامه – حوالى 35 مليون متر مكعب فى اليوم لا نضخ منها غير الـ22 مليون متر مكعب المشار إليها وهو ما يعنى أننا لسنا فى "احتياج لمشروعات جديدة فقط نحن نحتاج للانتهاء من تنفيذ المشروعات المتوقف تسليمها لأسباب لا تخلوا من شبهات فساد، وكان الأمر يقتضى تخطيطاً محكماً حتى يتم الاستفادة بما جرى إنفاقه، وكان المهندس حسن خالد الرئيس السابق للهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى والجهاز التنفيذى لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحى بالقاهرة الكبرى ومعه سيدة تعاونه تدعى سامية أبانوب ينتهجان سياسات مختلة فرغت هذه المشروعات من طاقتها وحولتها لطاقة عاطلة حتى أن هناك عددا كبيرا من المشروعات الضخمة موقوفة عمداً ومعظمهم يقع تحت مظلة الجهاز التنفيذى لمياه الشرب وتتعدى تكلفة هذه المشروعات ستة مليارات جرى إنفاقهم بالفعل وهى مشروعات متوقفة لسوء الإدارة وعدم الفهم، ولا تحتاج لدعم مالى بقدر الاحتياج لعزيمة التشغيل والإدارة وهو ما جرى حصره بمعرفة الوزير السقاء محلب وقد بدأ فى حركة مكوكية تفقديه على هذه المشروعات ليضعها على الشبكة العامة لمياه الشرب خلال أسابيع، إن شاء الله، ليستفيد المواطنون من الأموال التى أنفقت دون استفادة حقيقية.

الوزير محلب يستحق التشجيع والتعاون معه فرض واجب وفرض عين وفرض كفاية لأنه يعمل بحب يتحدث كثيراً عن كونه خادم للناس وجميعنا يتمنى أن يكون خادماً للناس.






مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري وبس

تحية للوزير الهمام وتحية لكل جندي يؤدي دوره في رفعة مصر

.

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري وبس

وتحية للاستاذ محمود العسقلاني

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة