حوار مع إخوانى مش عايز يفهم

أعرف «إخوان» و«سلفيين»، تربطنى ببعضهم علاقة مودة، كثيرا ما جمعتنا حوارات مشتركة، كنا حريصين على منطقة تجمع ولا تفرق، قبل أيام قادتنى صدفة المشاركة فى واجب اجتماعى إلى مقابلة واحد منهم بعد فترة طويلة من الغياب، ضمت جلستنا آخرين، سألنى: «إيه رأيك فى اللى بيحصل؟»، تحفظت فى ردودى وحرصت على أن يكون الكلام عاما حتى تمر مناسبة الواجب الاجتماعى بسلام، لكنه ألح فانفجرت المناقشات كالعاصفة.

المشاركون ردوا على كل ما ذكره «الإخوانى» وسط تكرار منه بأنه ليس إخوانيا، ودار كلامه على النحو التالى:
- المشاركون فى يوم 30 يونيو هم أولهم عن آخرهم 210 آلاف، ولما رد عليه أحد المشاركين: «ليه الـ10 آلاف، ما تقول 200 ألف وخلاص»، فرد: «العدد ده حدده جوجل إيرث».
- الـ210 آلاف عبارة عن جنود شرطة وجنود جيش يلبسون زيا مدنياً، ومعهم بلطجية، أما العناصر النسائية المشاركة فهن خارجات عن القانون ويجب تأديبهن، والشعب كله كان يؤيد اعتصام رابعة العدوية لأن الاعتصام ده هو واللى فى النهضة كان بحق وحقيقى.

- محمد مرسى حصل على أصوات الشرفاء فى انتخابات الرئاسة، أما أصوات أحمد شفيق فهم لصوص وبلطجية وفاسدون ومن رجال نظام مبارك، ولما رد عليه أحد المشاركين: «أنا انتخبت أحمد شفيق يبقى أنا بلطجى وفاسد ونصاب»، رد عليه: «يبقى فيه حد ضحك عليك».
- كل القضاء فاسد، وإحنا عندنا دلوقتى قضاء أحمد الزند، والشعب كله فقد الثقة فى القضاء بعد اللى عمله مع مرسى.

- محمد مرسى كان له الحق فى الإعلان الدستورى، لأنه رئيس منتخب، ومن حقه يعمل اللى هو يراه، وفيها إيه يعنى لما رئيس يصدر إعلان دستورى هو شايف إنه فى مصلحة الشعب، والناس اللى اعترضت عليه هم نفس الناس اللى خرجت يوم 30 يونيو، كلهم كانوا عايزين مرسى يفشل.
- الإعلام المصرى إعلام منحاز وبعد إغلاق القنوات الدينية وقناة «مصر 25» مفيش قناة واحدة ممكن تتفرج عليها، والجزيرة واليرموك والأقصى والقدس، قنوات تقول الحقيقة.
- بيقولوا إن حصار المحكمة الدستورية غلط، الغلط إن مرسى لم يلغ المحكمة دى من أولها إلى آخرها، كان لازم يعمل الخطوة دى علشان محدش يقف أمامه.
- سيشهد التاريخ أن مصر لم تر طوال 7 آلاف سنة ديمقراطية إلا فى خلال السنة التى حكمها مرسى.

- الكلام اللى بيقولوه عن اللى بيحصل فى سيناء كله كذب، هم اللى عملوا مذبحة الـ25 جندى بتوع الأمن المركزى، علشان يلزقوها فى الإخوان، وكل اللى بيحصل هناك غرضه كده.
- أنا بقول الكلام ده عشان أنا مسلم، وعلى كل مسلم أن يؤيد الحاكم اللى بيقول لا إله إلا الله.
هكذا كان كلام «الإخوانى» الذى استفز أحد الحاضرين فقال له: «النهارده وأنا فى المواصلات واحد قال: «ادعو على السيسى»، فقلت له بأعلى صوتى: «يارب أقف جنب عبدك السيسى وانصره».
هذه الجلسة تقودنى إلى سؤال: كيف يمكن إقناع إخوانى واحد بأن هناك خطأ واحداً ارتكبه مرسى فى السنة التى حكمها؟