فى يوليو الماضى، كتبت تحت عنوان «سر كراهيتى لكلمة العزل»، ولم يكن وقتها تم تشكيل لجنة الخمسين لتعديل دستور مصر فى إطار خارطة الطريق التى وضعت عقب عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى بعد 30 يونيو، وقتها شعرت بأن كراهية الذين نجحوا فى عزل مرسى والقضاء على حكم الإخوان سوف تنعكس على كتابة التعديلات الدستورية.
والحقيقة أننى أشعر الآن بأن نفس سيناريو الإخوان مع أعضاء وقيادات الحزب الوطنى أثناء كتابة الدستور سوف يتكرر مع أعضاء وقيادات الإخوان، فإننى أعيد نشر ما كتبته عن السبب وراء كراهيتى لكلمة العزل التى أرفض أن يتم وضعها فى أى دستور، وأن يتم عزل أى قوة سياسية من خلال المواطن، أو إذا ارتكب جريمة وحكم عليه حكما نهائيا، وبالرغم من ذلك فأنا أقول لأعضاء لجنة الخمسين، إن العزل ليس هو الحل للقضاء على فاشية جماعة الإخوان المحظورة ولا فساد الحزب الوطنى المنحل، وبالرغم من أننا جميعا عانينا كثيرًا من حكم المخلوع مبارك ورجاله ونظامه وحزبه، وتكررت نفس المعاناة من غباء وفشل الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعته، وأن كلا الرجلين مصيره فى يد الله، والحكم عليهما سيحدده التاريخ الذى أعلم أن نصفه مزوّر ومصنوع ومغشوش، خاصة التاريخ المصرى الذى يتم تزويره يوميًا، والدليل أننا إذا خرجنا فى مظاهرات سواء ضخمة أو عادية، ونجحنا فى إسقاط من يحكمنا أطلقنا على ما فعلنا أنه ثورة وأن التاريخ سوف يتوقف كثيرا أمام معجزة المصريين و.. و.. إلخ من الكلمات ذات النفاق الثلاثى لهذا الشعب، وأصبح الذى يقود مظاهرة وحمل لقبا مزيفا اسمه ثائر أهم من عالم ذرة أو نووى، والآن نتفرغ لما هو يفرق المصريين، ونكرر نفس أخطاء مرسى وجماعته، فالبعض يعيد نفس الأسطوانة المشروخة وهى ضرورة استئصال وعزل أعضاء الجماعة، وهى نفس جريمة الإخوان مع كل من عمل مع مبارك، والآن هم يشربون من نفس الكأس التى أذاقوها لأعضاء حزب مبارك، وهو ما يجعلنى أكره كلمة العزل دون أن يكون الشخص مدانا فى قضايا شرف بحكم قضائى أو يصدر حكم نهائى بحل جماعة الإخوان وحظرها كما حدث مؤخرا، يجب ألا نطبق العزل إلا على كل فاسد أو فاشى بشرط صدور حكم قضائى نهائى على كل منهما.
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد