تغيير الرأى العام مهمة الفريق الرئاسى الآن.. هكذا وصف د.عصام حجى العالم المصرى الكبير فى حواره مع إبراهيم عيسى آليات عمل هذا الفريق فى هذه المرحلة ولكى نغير الرأى العام نحتاج لأشياء كثيرة منها أن تكون الدولة صاحبة الفعل وليست فى حالة ترقب حذر وانتظار للفعل لتقوم برد الفعل. والواقع المصرى الذى يعانى من مظاهرات ترفع شعار السلمية وترتكب أفعال التخريب والدمار، ومواطنين حاصلين على الخدمة العامة لغسيل العقول بامتياز وجبهة داخلية فى حالة صراع وضغوط دولية بمؤامرات واضحة تعلن عن نفسها ومشكلات اقتصادية وأمراض اجتماعية معيقة تحتاج لمخطط وإدارة وإرادة قوية عميقة، هذه المشكلات تحتاج لجهد وسنوات لاجتثاث جذور الفساد بكافة تنويعاته.
هذا الواقع لن يتغير بالإعلام ولا بالاتصالات الدبلوماسية.. هذا جزء من كل كبير، والجزء الأكبر هو المبادرة بتقديم نموذج على الأرض وقوانين وإجراءات تجعل هذا النموذج يعبر عن نفسه ويدافع عن الدولة، ولابد أن يكون لهذا النموذج مسارات اقتصادية وسياسية تلاقى توافقا اجتماعيا.. وإذا وجد الشعب مشروعا حقيقيا يلبى طموحاته وحقوقه فسوف يلفظ الشارع أى شغب ويتصدى للتخريب وسوف يشعر المتظاهرون باللاجدوى من الحماقة، ولابد أن تنتقل الحكومة من مرحلة البطء إلى مرحلة الإيقاع السريع فى البناء واتخاذ خطوات جادة وحاسمة منها قرار بإيقاف أى مظاهرات أو احتجاجات أو مسيرات أو مليونيات، إلى أن تصدر قوانين لتنظيم المظاهرات. كما لابد أن تقوم الحكومة بعمل مؤتمر صحفى يومى إجبارى لكل وزراء الخدمات من تعليم وصحة وتموين ومالية وشؤون اجتماعية وكل الوزارات التى لها علاقة بمشاكل الناس اليومية لينقل إليهم فى هذا المؤتمر مشاكل الناس وشكواها.
ولابد أن يتزامن كل ذلك مع اختلاف فى طريقة التفكير ونوعية الأفكار عند اختيار وتصنيف نوعيات التعليم فيجب أن تكون كليات مثل الزراعة والعلوم هى كليات القمة.. فمصر بلد زراعى يمتلك ثورة مهدرة وأمن مصر الغذائى يحقق لها الأمان، فلا أمان فى ظل جوع ولا ديمقراطية فى ظل فقر وجهل وهنا يأتى دور كلية العلوم التى كانت من قبل تقوم بتخريج علماء يغيرون الواقع.. فأحمد زويل خريج هذه الكلية.. فى مصر لدينا أسوأ مبان على مستوى المعمار وأسوأ رعاية صحية موجودة فى مصر رغم أن كليات القمة منذ زمن هى الطب والهندسة. مصر تحتاج خطوات كثيرة متزامنة.. تحتاج حكومة وإرادة وإدارة سابقة لطموحات وحقوق الشعب واستقواء مصر لابد أن يكون بالعلم والعمل والعدل ووحدة الجبهة الداخلية.
